الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فإن قلت : فما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان ، وقلة التعب فيه ، صار أفضل وأنفع من جملة العبادات مع كثرة المشقات فيها فاعلم أن تحقيق هذا لا يليق إلا بعلم المكاشفة .

والقدر الذي يسمح بذكره في علم المعاملة أن المؤثر النافع هو الذكر على الدوام مع حضور القلب فأما الذكر باللسان والقلب لاه فهو قليل الجدوى .

وفي الأخبار ما يدل عليه أيضا

التالي السابق


( فإن قلت: فما بال ذكر الله سبحانه مع خفته على اللسان، وقلة التعب فيه، صار أفضل وأنفع من جملة العبادات) البدنية والمالية ( مع كثرة المشقات فيها) كما هو ظاهر ( فاعلم أن تحقيق هذا) البحث ( لا يليق إلا بعلم المكاشفة) لخفاء أمره على عقول أهل المعاملة ( والقدر الذي) يليق و ( يسمح بذكره منه في علم المعاملة) هو أن تعلم ( أن المؤثر النافع) للذاكر ( هو الذكر على الدوام) بحفظ ما يقتنيه من المعرفة استحضارا وإحرازا ( مع حضور القلب) الصنوبري ( فأما الذكر باللسان فقط والقلب لاه) غير حاضر ( فهو قليل الجدوى) غير مؤثر في الذاكر ( وفي الأخبار) المروية ( ما يدل على ذلك أيضا) .

فمن ذلك في حديث أبي هريرة: "واعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه" رواه الترمذي، وقال: حسن، والحاكم، وقال: حديث مستقيم الإسناد، والمراد بالدعاء هنا الذكر .




الخدمات العلمية