الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذا وجدت وجعا في جسدك أو جسد غيرك فارقة برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان قرحة أو جرحا وضع سبابته على الأرض ثم رفعها وقال : بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا . "

وإذا وجدت وجعا في جسدك فضع يدك على الذي يتألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثا وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .

التالي السابق


( فإذا وجدت قرحة في جسدك أو جسد غيرك فارق برقية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى إنسان قرحة أو جرحا وضع سبابته على الأرض ثم رفعها) وبلها بريقه ( وقال: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا" ) رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة، وكذلك رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بلفظ: "كان يقول للمريض: بسم الله، تربة أرضنا، وريقة بعضنا، يشفى سقيمنا" ولفظ مسلم: "كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا" قال ابن أبي شيبة: "يشفى" وقال زهير: "ليشفى". اهـ .

والأكمل إكمال البسملة، وقال الشرجي في كتاب الفوائد: "من أصابه جراح في جسده فليقل: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، ثم [ ص: 107 ] يأخذ ترابا طاهرا، أو يطرح منه على الجرح قليلا قليلا، وهو يقول: أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض غزواته جراح، فما ضرب ولا أقاح، وكذلك تكون أيها الجراح، بسم الله ربنا، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن الله ربنا" يقول ذلك ثلاث مرات، كل مرة يتفل وينفخ في الجرح يبرأ بإذن الله تعالى .

( وإذا وجدت وجعا في جسدك فضع يدك) واليمين أولى، قال القرطبي: وهذا الأمر على جهة التعليم والإرشاد إلى ما ينبغي من وضع يد الراقي على المريض ومسحه بها، ولا ينبغي له العدول عنه إلى المسح بنحو حديد وملح وغير ذلك؛ فإنه لا أصل له في السنة .

( على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله، ثلاثا) والأكمل إكمال البسملة ( وقل سبع مرات: أعوذ بالله) وفي رواية: بعزة الله ( وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) وهذا العلاج من الطب الإلهي؛ لما فيه من ذكر الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزته، وتكراره يكون أنجع وأبلغ، كتكرار الدواء الطبيعي لاستقصاء إخراج المادة، وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها .

قال العراقي: رواه مسلم من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي. اهـ .

قلت: وكذلك رواه أحمد، والنسائي في اليوم والليلة، وابن ماجه، وابن حبان، وكلهم في الطب إلا النسائي، ولفظهم: "شكوت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعا أجده في جسدي منذ أسلمت، فقال: ضع يدك" الحديث .

وفي رواية: "ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقوته من شر ما أجد في كل مسحة"..

وهكذا رواه ابن حبان، والطبراني، والحاكم في الجنائز، وابن السني في اليوم والليلة .




الخدمات العلمية