الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويستحب عقيب الطعام أن يقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا سيدنا ومولانا يا كافي من كل شيء ، ولا يكفي منه شيء ، أطعمت من جوع ، وآمنت من خوف ، فلك الحمد آويت ، من يتم ، وهديت من ضلالة ، وأغنيت من عيلة فلك الحمد حمدا كثيرا دائما طيبا نافعا مباركا فيه ، كما أنت أهله ومستحقه . اللهم أطعمتنا طيبا فاستعملنا صالحا ، واجعله عونا لنا عن طاعتك ، ونعوذ بك أن نستعين به على معصيتك

التالي السابق


( ويستحب عقب الطعام أن يقول:) هذا الدعاء (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا سيدنا ومولانا) الظاهر أن يأتي بهذا، وإن كان وحده رعاية للفظ الوارد، ومن ثم تأتي المرأة في دعاء الافتتاح بنحو: حنيفا مسلما على إرادة الشخص رعاية للوارد ما أمكن، وقد تقدم الكلام على ذلك في كتاب الصلاة، وفي تقديم سيدنا على مولانا خلاف، فمنعه الصلاح الصفدي في شرح العقيدة الزيدونية، والمشهور في الاستعمال جوازه (يا كافي من كل شيء، ولا يكفي منه شيء، أطعمت من جوع، وآمنت من خوف، فلك الحمد، أويت من يتم، وهديت من ضلالة، وأغنيت من عيلة) والظاهر أن هذا الدعاء عقيب قراءة سورة قريش وألم نشرح، ففي آخر قريش أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وفي الانشراح ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى [ ص: 227 ] فاشتق الدعاء من السورتين (فلك الحمد حمدا كثيرا دائما طيبا نافعا مباركا فيه، كما أنت أهله ومستحقه. اللهم أطعمتنا طيبا فاستعملنا صالحا، واجعله عونا لنا على طاعتك، ونعوذ بك أن نستعين به على معصيتك) هذا إذا كان الطعام لا شبهة فيه كما تقدم قريبا، وهذا الذي أورده المصنف من الدعاء لم أره مجموعا في الحديث، والمأثور منه أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع مائدته يقول: " الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" رواه الجماعة إلا مسلما، وفي رواية للبخاري أيضا: كان إذا رفع من طعامه قال: " الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور" وقال مرة: " لك الحمد ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى ربنا" وفي رواية الترمذي وابن ماجه وإحدى روايات النسائي: " الحمد لله حمدا" وفي لفظ للنسائي: " اللهم لك الحمد حمدا". وعن أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من طعامه قال: " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين". رواه الأربعة واللفظ لأبي داود وابن ماجه. ولفظ الترمذي: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب قال:.. فذكره .

وعن معاذ بن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه". الحديث. رواه أبو داود ، واللفظ له، والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط البخاري. وقال الترمذي : حسن غريب .

وعن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا". رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في الصحيح .

وعن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء يعني: النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده أو يديه قال: " الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ولا مكافي ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وأسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله رب العالمين". رواه النسائي واللفظ له، والحاكم ، وابن حبان في صحيحهما. وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم، وروى ابن أبي شيبة مرسل سعيد بن جبير أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من طعامه قال: " اللهم أشبعت وأرويت فهنيئا، ورزقتنا فأكثرت وأطبت، فزدنا"، والله أعلم. .




الخدمات العلمية