الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وليقل إذا أكل لبنا أو شربه : اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وزدنا منه فإن أكل أحدكم طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فإن أكل غيره قال: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه فذلك الدعاء مما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن لعموم نفعه .

التالي السابق


(وليقل إذا أكل لبنا أو شربه: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وزدنا منه) ، وإن أكل غيره قال: اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه. (فذلك الدعاء مما خص به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللبن لعموم نفعه) ، ووجه ذلك أنه يجزئ مكان الطعام والشراب كما ورد ذلك في حديث ابن عباس، فلا خير من اللبن وبهذا يندفع قول بعضهم: هل يلحق ما عدا اللبن من الأشربة به أو بالطعام، ووجه اندفاعه أن الحديث صريح في تخصيص ذلك باللبن .

قال ابن عباس : دخلت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا عن يمينه، وخالد عن شماله، فقال لي: الشربة لك، فإن شئت آثرت بها خالدا، فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحدا، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه. وقال -صلى الله عليه وسلم-: ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن". رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي واللفظ له: هذا حديث حسن، وروى النسائي الفصل الأول منه قاله صاحب سلاح المؤمن، ورواه كذلك أحمد، وابن سعد، وابن السني في عمل يوم وليلة، وفي بعض ألفاظهم: " إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه".




الخدمات العلمية