الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والذكر أيضا يورث الأنس وهو نوع من المحبة ولكن المحبة التي سببها المعرفة أقوى وأثبت وأعظم ونسبة محبة العارف إلى أنس الذاكر من غير تمام الاستبصار كنسبة عشق من شاهد جمال شخص بالعين واطلع على حسن أخلاقه وأفعاله وفضائله وخصاله الحميدة بالتجربة إلى أنس من كرر على سمعه وصف شخص غائب عن عينه بالحسن في الخلق والخلق مطلقا من غير تفصيل وجوه الحسن فيهما فليس محبته له كمحبة المشاهد .

وليس الخبر كالمعاينة

التالي السابق


( والذكر أيضا يورث الأنس) بالمذكور ( وهو نوع من المحبة) بل سبب من أسبابها ( ولكن المحبة التي سببها المعرفة) بما يحبه ( أقوى وأثبت وأعظم) فإن الأنس قد يزول ويقصر بخلاف المعرفة ( ونسبة محبة العارف) بأوصاف المحبوب ( إلى أنس الذاكر من غير تمام الاستبصار) بنور العرفان ( نسبة عشق من شاهد جمال شخص بالعين) أي: بعين نفسه، والعشق الإفراط في المحبة ( واطلع على حسن أخلاقه وأفعاله وفضائله وخصاله الحميدة) اطلاعا حقيقيا ( بالتجربة) والملازمة ( إلى أنس من كرر على سمعه وصف شخص غائب عن عينه بالحسن في الخلق) الظاهر ( والخلق) الباطن ( مطلقا من غير تفصيل وجوه الحسن فيهما) أي: في الخلق والخلق ( فليس محبته كمحبة المشاهدة) بالعين، وهذا ظاهر ( وليس الخبر كالمعاينة) وقد روي ذلك مرفوعا، عن ابن عباس، رواه العسكري في الأمثال، والخطيب، وعن أبي هريرة رواه الخطيب، وعن أنس [ ص: 137 ] رواه الطبراني في الأوسط، والخطيب والديلمي، ورواه أحمد والضياء بزيادة في آخره .

ويروى: "ليس المعاين كالمخبر" كذلك رواه ابن خزيمة والطبراني والضياء، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن جده .




الخدمات العلمية