الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
دعاء بريدة الأسلمي رضي الله عنه .

وروي أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بريدة ألا أعلمك كلمات من أراد بهن خيرا علمهن إياه ثم لم ينسهن إياه أبدا ، قال فقلت : بلى يا رسول الله قال : قل : اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي واجعل الإسلام منتهى رضاي اللهم إني ضعيف فقوني ، وإني ذليل فأعزني ، وإني فقير فأغنني يا أرحم الراحمين .

التالي السابق


* ( دعاء بريدة) بن الحصيب ( الأسلمي) رضي الله عنه، شهد خيبر، ونزل مرو، وبها أولاده ( روي أنه قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا بريدة ألا أعملك كلمات من أراد الله -عز وجل- به خيرا أعملهن إياه) بأن ألهمه إياها، أو سخر من يعمله ذلك ( ثم لم ينسه إياهن) ولفظ القوت: ثم لم ينسهن إياه ( أبدا، قال: قلت: بلى يا رسول الله) صلى الله عليك ( قال: قل: اللهم إني ضعيف) أي: عاجز، يقال: ضعف عن الشيء عجز عن احتماله ( فقو في رضاك ضعفي) وفي رواية: برضاك، والمعنى: اجبره به، والضعف بالفتح والضم ( وخذ إلى الخير بناصيتي) أي: جرني إليه ( واجعل الإسلام منتهى رضائي) أي: غايته وأقصاه، ووجد هنا في بعض النسخ زيادة: "وبلغني برحمتك الذي أرجو من رحمتك، واجعل لي ودا في صدور الذين آمنوا، وعهدا عندك .

( اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل) أي: مستهان عند الناس ( فأعزني، وإني فقير فأغنني) وفي رواية: فارزقني، وقد اقتصر صاحب القوت على هذه الجملة الأخيرة، وقال في آخره: برحمتك يا أرحم الراحمين .

وقال العراقي: رواه الحاكم من حديث بريدة، وقال: صحيح الإسناد. اهـ .

قلت: وكذلك رواه أبو يعلى، ورواه الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن عمرو، وفي الإسناد أبو داود الأعمى، وهو متروك، ولفظهم: "ألا أعملك كلمات من يرد الله به خيرا يعلمهن إياه، ثم لا ينسيه أبدا، قل: اللهم إني ضغيف فقو برضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضائي، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني".




الخدمات العلمية