الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فإذا أمطرت السماء فقل : اللهم سقيا هنيئا ، وصيبا نافعا اللهم اجعله صيب رحمة ولا تجعله صيب عذاب .

التالي السابق


( فإذا أمطرت السماء فقل: اللهم سيبا هينا، وصيبا نافعا) قال العراقي: رواه البخاري من حديث عائشة: "كان إذا رأى المطر قال: اللهم اجعله صيبا نافعا" ولابن ماجه "سيبا" بالسين، وله وللنسائي في اليوم والليلة: "اللهم اجعله صيبا هينا" وإسنادهما صحيح. اهـ .

قلت: قوله: "نافعا" تتميم في غاية الحسن؛ لأن لفظة "صيبا" مظنة للضرر والفساد، قال الزمخشري: الصيب: المطر الذي يصوب أي: ينزل ويقع، وفيه مبالغات من جهة التركيب والبناء، والتكثير دل على أنه نوع من المطر شديد هائل، فتممه بقوله "نافعا" صيانة عن الإضرار والفساد، ونحوه قوله:


فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمي

لكن "نافعا" في الحديث أوقع وأحسن من مفسدها اهـ .

قال ابن سيده في المحكم: صاب المطر صوبا وانصاب كلاهما انصب، ومطر صوب وصيب وصيوب، وقوله تعالى: أو كصيب من السماء الصيب هنا المطر. اهـ .

والسيب -بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتية- هو العطاء .

وروي عن عائشة أيضا "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة؛ حتى يستقبله، فيقول: إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به، فإن أمطر قال: اللهم سيبا نافعا اللهم سيبا نافعا، وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، واللفظ للترمذي.

( اللهم اجعله سيب رحمة ولا تجعله سيب عذاب) قال العراقي: رواه النسائي في اليوم والليلة من حديث سعيد بن المسيب، مرسلا. اهـ .




الخدمات العلمية