الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأربعة تقوي البصر الجلوس تجاه القبلة والكحل عند النوم والنظر إلى الخضرة وتنظيف الملبس .

التالي السابق


(وأربع تقوي البصر) أي: نور العين (الجلوس على حيال القبلة) أي: تجاهها وليداوم على ذلك فقد ورد: أكرم المجالس ما استقبل به القبلة (و) استعمال (الكحل عند) إرادة (النوم) أي: بالليل، ويشترط أن يكون المكتحل به هو الإثمد، ففي الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكتحل به، وهو أشرف الأكحال، وقد ذكر الصاغاني في تركيب غبق في تكملته على الصحاح أن زرقاء اليمامة كانت تغتبق كل ليلة بالإثمد وذكر لها قصة، وإنما قيده عند النوم، فإنه أنفع للعين لهدوئها وسكونها عن الحركات (والنظر إلى الخضرة) من أي نوع كان فقد قيل: أربع يذهبن عن القلب الحزن: الماء والخضرة والوجه الحسن وفي النظر إلى الخضرة أخبار وردت غالبها لا يخلو من موضوع أو ضعف منكر، وقد ألف فيه الحافظ السيوطي رسالة جمع فيها الأخبار الواردة فيه (وتنظيف الملبس) فإنه يقل الهم، ويقوي البصر ويفرح النفس، والمراد من تنظيفه غسله من الأوساخ والنجاسات، وما يتولد من الأعراق من إدمان اللبس، وهذا يختلف باختلاف البلدان والأشخاص، ففي البلاد الحارة لا يصبر الإنسان على ملبس سبعة أيام متوالية لكثرة الأعراق، وفي البلاد الباردة يصير سبعة عشر فصاعدا، وبالنظر إلى الأشخاص فأصحاب الكد والأشغال الشاقة والساعون في المعاش تتقذر ملابسهم أكثر من أصحاب الدعة وملازمي البيوت .




الخدمات العلمية