الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال سفيان بن عيينة " فأسلم " فأسلم أنا منه هذا معناه ، فإن الشيطان لا يسلم وكذلك حكى على ابن عمر رضي الله عنهما وكان من زهاد الصحابة وعلمائهم أنه كان يفطر من الصوم على الجماع قبل الأكل وربما أنه جامع ثلاثا من جواريه في شهر رمضان قبل العشاء الأخير .

وقال ابن عباس خير هذه الأمة أكثرها نساء .

التالي السابق


( قال سفيان بن عيينة) -رحمه الله تعالى - قوله ( " فأسلم " يعني فأسلم أنا منه هذا معناه، فإن الشيطان لا يسلم) هكذا نقله صاحب "القوت " وحاصله: أن قوله " فأسلم " صيغة اسم المتكلم المفرد من السلامة لا من الإسلام، ولكن هذا يخالف ما سيأتي للمصنف خبر: " فقت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم، وكن أزواجي عونا لي، وكان شيطان آدم كافرا وكانت زوجته عونا على خطيئته". وأورد ابن الجوزي هذا الحديث كما في الواهيات، وسيأتي الكلام عليه قريبا .

( ولذلك يحكى أن ابن عمر -رضي الله عنهما-) مع أنه ( كان من زهاد الصحابة وعلمائهم) وكان يدمن الصوم ( وكان يفطر من الصوم على الجماع قبل الأكل) والشرب، ( وربما جامع قبل أن يصلي المغرب ثم يغتسل) ويصلي، نقله صاحب "القوت "، ( وذلك لتفريغ القلب لعبادة الله وإخراج عدة الشيطان منه) .وفي نسخة: غرة الشيطان منه أي: ما يوسوس بسببه في القلب، فكان يتغذى من الشهوة النفسية التي هي غرة شيطانية ويملك قلبه بإخراج ما يعرضه بسببها فيتفرغ بانجماع همته للعبادة، هذا مع ما في وقت المغرب من الضيق، وما في تأخير صلاتها من الوعيد حتى أنه روى عن أبيه أنه أخرها حتى طلع النجم فأعتق اثنين، وتقدم ذلك في كتاب الصلاة. ( وروي أنه جامع ثلاثة من جواريه في شهر رمضان قبل) صلاة ( العشاء الآخرة) نقله صاحب "القوت "، هذا مع كمال زهده وإدمانه للصوم فلم يكن قصده بذلك إلا تفريغ الخاطر عن سبب الوساوس .

وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: ( خير هذه الأمة أكثرها نساء) كذا في "القوت ". قال العراقي : يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- رواه البخاري.

قلت: قال البخاري في صحيحه: حدثنا علي بن الحكم، حدثنا أبو عوانة، عن رقبة، عن طلحة اليامي، عن سعيد بن جبير قال لي ابن عباس : هل تزوجت ؟ قلت: لا. قال: فتزوج، فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء. قال الشارح: لأنه كان له تسع نسوة، والتقييد بهذه الأمة ليخرج مثل سليمان عليه السلام لأنه كان أكثر النساء. وقيل: المعنى خير أمة محمد من كان أكثر نساء من غيرنا من يتساوى معه فيما عدا ذلك من الفضائل. اهـ .




الخدمات العلمية