الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل]

: واعلم أنه إذا دام ترك النكاح على شبان الصوفية أخرجهم إلى ثلاثة أنواع : النوع الأول المرض بحبس الماء فإن المرء إذا طال احتقانه تصاعد إلى الدماغ منه منيه . قال أبو بكر محمد بن زكريا الرازي . أعرف قوما كانوا كثيري المني فلما منعوا أنفسهم من الجماع لضرب من التفلسف ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط" وقد طلب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الأولاد . فقال تعالى حكاية عنهم ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) إلى غير ذلك من الآيات . وتسبب الصالحون إلى وجودهم ورب جماع حدث منه ولد مثل الشافعي ، وأحمد بن حنبل فكان خيرا من عبادة ألف سنة . وقد جاءت الأخبار بإثابة المباضعة والإنفاق على الأولاد والعيال ومن يموت له ولد ومن يخلف ولدا بعده فمن أعرض عن طلب الأولاد والتزوج فقد خالف المسنون والأفضل وحرم أجرا جسيما ومن فعل ذلك فإنما يطلب الراحة . أخبرنا عمر بن ظفر ، نا جعفر بن أحمد بن السراج ، نا أبو القاسم الأزجي ، ثنا ابن جهضم ، ثنا الخلدي قال سمعت الجنيد يقول : الأولاد عقوبة شهوة الحلال فما ظنكم بعقوبة شهوة الحرام .

قال المصنف رحمه الله : وهذا غلط فإن تسمية المباح عقوبة لا يحسن لأنه لا يباح شيء ثم يكون ما تجدد منه عقوبة ولا يندب إلى شيء إلا وحاصله مثوبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية