الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل]:

وفي الصوفية قوم يسمون الملانفية اقتحموا الذنوب وقالوا مقصودنا أن نسقط من أعين الناس فنسلم من الجاه وهؤلاء قد أسقطوا جاههم عند الله لمخالفة الشرع قال وفي القوم طائفة يظهرون من أنفسهم أقبح ما هم فيه ويكتمون أحسن ما هم عليه وفعلهم هذا من أقبح الأشياء ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أتى شيئا من هذه القاذورات فليستتر بستر الله" وقال في حق ماعز هلا سترته بثوبك يا هذا، واجتاز على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة وهو يتكلم [ ص: 352 ] مع صفية زوجته فقال له إنها صفية وقد علم الناس التجافي عن ما يوجب سوء الظن فإن المؤمنين شهداء الله في الأرض وخرج حذيفة إلى الجمعة ففاتته فرأى الناس وهم راجعون فاستتر لئلا يسوء ظن الناس به وقد قدمنا هذه. وقال أبو بكر الصديق لرجل قال له إني لمست امرأة وقبلتها، فقال تب إلى الله ولا تحدث أحدا بذلك وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال إني أتيت من أجنبية ما دون الزنا يا رسول الله قال: "ألم تصل معنا"؟ قال بلى يا رسول الله قال: "ألم تعلم أن الصلاتين تكفر ما بينهما" وقال رجل لبعض الصحابة إني فعلت كذا وكذا من الذنوب فقال لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك، فهؤلاء قد خالفوا الشريعة وأرادوا قطع ما جبلت عليه النفوس.

التالي السابق


الخدمات العلمية