الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل]

: وكل من فاته العلم تخبط فإن حصل له وفاته العلم به كان أشد تخبيطا . ومن استعمل أدب الشرع في قوله عز وجل : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) سلم في البداية بما صعب أمره في النهاية ، وقد ورد الشرع بالنهي عن مجالسة المردان وأوصى العلماء بذلك . والحديث بإسناده عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجالسوا أبناء الملوك فإن النفوس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق . والحديث بإسناده عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تملؤوا أعينكم من أولاد الملوك فإن لهم فتنة أشد من فتنة العذارى . والحديث بإسناد عن الشعبي قال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاة فأجلسه النبي عليه الصلاة والسلام وراء ظهره وقال : كانت خطيئة داود عليه السلام النظر . وعن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الأمرد . وقال عمر بن الخطاب : ما أتى على عالم من سبع ضار أخوف عليه من غلام أمرد . وبإسناد عن الحسن بن ذكوان أنه قال : لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء وهم أشد فتنة من العذارى .

وبإسناد عن محمد بن حمير عن النجيب السري قال : كان يقال لا يبيت الرجل في بيت مع المرد . وبإسناد عن عبد العزيز بن أبي السائب عن أبيه قال : لأنا أخوف على عابدي من غلام من سبعين عذراء . وعن أبي علي الروزباري قال : سمعت جنيدا يقول جاء رجل إلى أحمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه [ ص: 267 ] فقال له من هذا ، قال : ابني فقال أحمد لا تجئ به معك مرة أخرى فلما قام قال له محمد بن عبد الرحمن الحافظ وفي رواية الخطيب فقيل له أيد الله الشيخ إنه رجل مستور وابنه أفضل منه فقال أحمد الذي قصدنا إليه من هذا الباب ليس يمنع منه سترهما على هذا رأينا أشياخنا وبه أخبرونا عن أسلافهم . وبإسناد عن أبي بكر المروزي قال : جاء حسن البزار إلى أحمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه فتحدث معه فلما أراد أن ينصرف قال له أبو عبد الله يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق فقال له إنه ابن أختي ، قال وإن كان لا يهلك الناس فيك . وبإسناد من شجاع بن مخلد أنه سمع بشر بن الحارث يقول احذروا هؤلاء الأحداث . وبإسناد عن فتح الموصلي أنه قال : صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الأبدال كلهم أوصوني عند فراقي لهم اتق معاشرة الأحداث . وبإسناد عن الحلبي أنه يقول نظر سلام الأسود إلى رجل ينظر إلى حدث فقال له يا هذا أبق على جاهك عند الله فإنك لا تزال ذا جاه ما دمت له معظما . وبإسناد عن أبي منصور بن عبد القادر بن طاهر يقول من صحب الأحداث وقع في الأحداث وعن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال قال مظفر القرميسيني من صحب الأحداث على شرط السلامة والنصيحة أداه ذلك إلى البلاء ، فكيف بمن يصحبهم على غير وجه السلامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية