الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال القرشي: وحدثنا بشر بن الوليد الكندي ، ثنا محمد بن طلحة ، عن زيد بن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره، ثم سماهم: فذكر ثبر، والأعور، ومسوط، وداسم، وزكنبور، فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود، ودعوى الجاهلية، وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه، وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر، فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم قد رأيت رجلا أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه حدثني بكذا، وكذا، وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم، ويغضبه عليهم، وأما زكنبور فهو صاحب السوق الذي يركز رايته في السوق.

أخبرنا محمد بن القاسم ، نا أحمد بن أحمد ، نا أبو نعيم ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا سنيد ، عن مخلد بن الحسين قال: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين ما يبالي بأيهما ظفر: إما غلو [ ص: 34 ] فيه، وإما تقصير عنه. وبالإسناد قال محمد بن إسحاق: وثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل سمعت حياة بن شراحيل يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: إن إبليس موثق في الأرض السفلى، فإذا هو تحرك كان كل شر في الأرض بين اثنين فصاعدا من تحركه.

قال الشيخ أبو الفرج رحمه الله: قلت: وفتن الشيطان ومكايده كثيرة في غضون هذا الكتاب منها ما يليق بكل موضع منه إن شاء الله تعالى، ولكثرة فتن الشيطان وتشبثها بالقلوب عزت السلامة، فإن من يدع إلى ما يحث عليه الطبع كمداد سفينة منحدرة، فيا سرعة انحدارها; ولما ركب الهوى في هاروت وماروت لم يستمسكا، فإذا رأت الملائكة مؤمنا قد مات على الإيمان تعجبت من سلامته.

وأخبرنا محمد بن أبي منصور ، نا جعفر بن أحمد ، نا الحسن بن علي التميمي ، ثنا أبو بكر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنى ابن سريج ، قال: ثنا عتبة بن عبد الواحد ، عن مالك بن مغول ، عن عبد العزيز بن رفيع قال: إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة: سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان، يا ويحه كيف نجا.

التالي السابق


الخدمات العلمية