الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (63) قوله تعالى : أرأيتم : إلى آخره : قد تقدم نظيره ، والمفعول الثاني هنا محذوف تقديره : أأعصيه ، ويدل عليه " إن عصيته " . وقال ابن عطية : " هي من رؤية القلب ، والشرط الذي بعده وجوابه يسد مسد مفعولين لـ " أرأيتم " . قال الشيخ : " والذي تقرر أن " أرأيت " ضمن معنى أخبرني ، وعلى تقدير أن لا يضمن ، فجملة الشرط والجواب لا تسد مسد مفعولي علمت وأخواتها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : غير تخسير الظاهر أن " غير " مفعول ثان لتزيدونني . قال أبو البقاء : " الأقوى هنا أن تكون " غير " استثناء في المعنى ، وهي مفعول ثان لـ " تزيدونني " ، أي : فما تزيدونني إلا تخسيرا " . ويجوز أن تكون " غير " صفة لمفعول محذوف ، أي : شيئا غير تخسير ، وهو جيد في المعنى . ومعنى التفعيل هنا النسبة ، والمعنى : غير أن أخسركم ، أي : أنسبكم إلى التخسير ، قاله الزمخشري . وقيل : هو على حذف مضاف ، أي : غير بضاره تخسيركم ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية