الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (114) قوله تعالى : وعدها إياه : اختلف في الضمير المرفوع والمنصوب المنفصل فقيل : - وهو الظاهر - إن المرفوع يعود على إبراهيم ، والمنصوب على أبيه ، يعني أن إبراهيم كان وعد أباه أن يستغفر له . ويؤيد هذا قراءة الحسن وحماد الرواية وابن السميفع وأبي نهيك ومعاذ القارئ [ ص: 131 ] " وعدها أباه " ، بالباء الموحدة . وقيل : المرفوع لأبي إبراهيم والمنصوب لإبراهيم ، وفي التفسير أنه كان وعد إبراهيم أنه يؤمن ، فبذلك طمع في إيمانه .

                                                                                                                                                                                                                                      والأواه . الكثير التأوه ، وهو من يقول : أواه ، وقيل : من يقول أوه ، وهو أنسب لأن أوه بمعنى أتوجع ، فالأواه فعال ، مثال مبالغة من ذلك ، وقياس فعله أن يكون ثلاثيا لأن أمثلة المبالغة إنما تطرد في الثلاثي . وقد حكى قطرب فعله ثلاثيا فقال : يقال آه يؤوه كقام يقوم ، أوها . وأنكر النحويون هذا القول على قطرب ، وقالوا : لا يقال من أوه بمعنى الوجع فعل ثلاثي ، إنما يقال : أوه تأويها ، وتأوه تأوها . قال الراجز :


                                                                                                                                                                                                                                      2547 - فأوه الراعي وضوضى أكلبه ... ... ... ... ...

                                                                                                                                                                                                                                      وقال المثقب العبدي :


                                                                                                                                                                                                                                      2548 - إذا ما قمت أرحلها بليل     تأوه آهة الرجل الحزين



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزمخشري : " أواه فعال من أوه كـ لآل من اللؤلؤ ، وهو الذي يكثر التأوه " ، قال الشيخ : " وتشبيهه أواه من أوه كلأل من اللؤلؤ ليس بجيد ، لأن مادة أوه موجودة في صورة أواه ، ومادة " لؤلؤ " مفقودة في لأل لاختلاف التركيب إذ " لأل " ثلاثي ، و " لؤلؤ " رباعي ، وشرط الاشتقاق التوافق في الحروف الأصلية " . قلت : لأل ولؤلؤ كلاهما من الرباعي المكرر ، أي : إن [ ص: 132 ] الأصل لام وهمزة ، ثم كررنا ، غاية ما في الباب أنه اجتمع الهمزتان في لآل فأدغمت أولاها في الأخرى ، وفرق بينهما في : " لؤلؤ " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية