الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (43) قوله تعالى : لم أذنت لهم : " لم " و " لهم " كلاهما متعلق بـ أذنت . وجاز ذلك لأن معنى اللامين مختلف ، فالأولى للتعليل ، والثانية للتبليغ ، وحذفت ألف ما الاستفهامية لانجرارها . وتقديم الجار الأول واجب لأنه جر ما له صدر الكلام . ومتعلق الإذن محذوف ، يجوز أن يكون القعود ، أي : لم أذنت لهم في القعود ، ويدل عليه السياق من اعتذارهم عن تخلفهم عنه عليه السلام . ويجوز أن يكون الخروج ، أي : لم أذنت لهم في الخروج لأن خروجهم فيه مفسدة من التخذيل وغيره يدل عليه لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : حتى يتبين " حتى " يجوز أن تكون للغاية ، ويجوز أن تكون للتعليل ، وعلى كلا التقديرين فهي جارة : إما بمعنى إلى وإما اللام ، و " أن " مضمرة بعدها ناصبة للفعل ، وهي متعلقة بمحذوف . قال أبو البقاء " تقديره : هلا أخرتهم إلى أن يتبين أو ليتبين . وقوله : لم أذنت لهم يدل على المحذوف ، ولا يجوز أن تتعلق " حتى " بـ " أذنت " لأن ذلك يوجب أن يكون أذن لهم إلى هذه الغاية أو لأجل التبيين ، وذلك لا يعاتب عليه " . وقال الحوفي " [ ص: 57 ] " حتى غاية لما تضمنه الاستفهام ، أي : ما كان له أن يأذن لهم حتى يتبين له العذر " . قلت : وفي هذه العبارة بعض غضاضة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية