الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (93) قوله تعالى : من يأتيه : قد تقدم نظيره في قصة نوح . قال ابن عطية بعد أن حكى عن الفراء أن تكون موصولة مفعولة بـ " تعلمون " ، وأن تكون استفهامية مبتدأة معلقة لـ " تعلمون " : " والأول أحسن " ثم قال : " ويقضي بصلتها أن المعطوفة عليها موصولة لا محالة " . قال الشيخ : " لا يتعين ذلك ، إذ من الجائز أن تكون الثانية استفهامية أيضا معطوفة على الاستفهامية قبلها ، والتقدير : سوف تعلمون أينا يأتيه عذاب ، [ ص: 380 ] وأينا هو كاذب . وقال الزمخشري : " فإن قلت : أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في " سوف تعلمون " ؟ قلت : إدخال الفاء وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل ، ونزعها وصل خفي تقديري بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدر كأنهم قالوا : فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت على مكانتك ؟ فقيل : سوف تعلمون ، فوصل تارة بالفاء وتارة بالاستئناف للتفنن في البلاغة ، كما هو عادة البلغاء من العرب ، وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف ، وهو باب من علم البيان تتكاثر محاسنه " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية