الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (35) قوله تعالى : يوم يحمى : منصوب بقوله : " بعذاب أليم " ، وقيل : بمحذوف يدل عليه عذاب أي : يعذبون يوم يحمى ، أو اذكر يوم يحمى . وقيل : هو منصوب بأليم . وقيل : الأصل : عذاب يوم ، وعذاب بدل من عذاب الأول ، فلما حذف المضاف أقيم المضاف إليه مقامه . وقيل : منصوب بقول مضمر وسيأتي بيانه .

                                                                                                                                                                                                                                      و " يحمى " يجوز أن يكون من حميت أو أحميت ثلاثيا ورباعيا . يقال : حميت الحديدة وأحميتها أي : أوقدت عليها لتحمى . والفاعل المحذوف هو النار تقديره : يوم تحمى النار عليها ، فلما حذف الفاعل ذهبت علامة التأنيث لذهابه ، كقولك : " رفعت القضية إلى الأمير " ، ثم تقول : " رفع إلى الأمير " . وقيل : المعنى : يحمى الوقود .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن : " تحمى " بالتاء من فوق أي : النار وهي تؤيد التأويل الأول . وقرأ أبو حيوة : " يكوى " بالياء من تحت ، لأن تأنيث الفاعل مجازي . والجمهور " جباههم " بالإظهار ، وقرأ أبو عمرو في بعض طرقه بالإدغام كما أدغم : سلككم ، مناسككم ، ومثل : جباههم : " وجوههم " المشهور الإظهار .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 44 ] قوله : هذا ما كنزتم لأنفسكم معمول لقول محذوف أي : يقال لهم ذلك يوم يحمى . وقوله : ما كنتم تكنزون أي : جزاء ما كنتم ؛ لأن المكنوز لا يذاق . و " ما " يجوز أن تكون بمعنى الذي ، فالعائد محذوف ، وأن تكون مصدرية . وقرئ " تكنزون " بضم عين المضارع ، وهما لغتان يقال : كنز يكنز ، وكنز يكنز .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية