الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (119) قوله تعالى : إلا من رحم : ظاهره أنه متصل وهو استثناء من فاعل " يزالون " أو من الضمير في " مختلفين " . وجوز الحوفي أن يكون استثناء منقطعا ، أي : لكن من رحم لم يختلفوا ، ولا ضرورة تدعو إلى ذلك . و " لذلك " في المشار إليه أقوال كثيرة أظهرها : أنه الاختلاف المدلول عليه بمختلفين كقوله : [ ص: 427 ]

                                                                                                                                                                                                                                      2731 - إذا نهي السفيه جرى إليه وخالف ، والسفيه إلى خلاف

                                                                                                                                                                                                                                      رجع الضمير من " إليه " على السفه المدلول عليه بلفظ " السفيه " ، ولا بد من حذف مضاف على هذا ، أي : ولثمرة الاختلاف خلقهم . واللام في الحقيقة للصيرورة ، أي : خلقهم ليصير أكثرهم إلى الاختلاف . وقيل : المراد به الرحمة المدلول عليها بقوله : " رحم " وإنما ذكر ذهابا بها إلى الخير . وقيل : المراد به المجموع منهما ، وإليه نحا ابن عباس كقوله : عوان بين ذلك . وقيل : إشارة إلى ما بعده من قوله : " وتمت كلمة ربك ، ففي الكلام تقديم وتأخير ، وهو قول مرجوح ؛ لأن الأصل عدم ذلك . وقوله : " أجمعين " تأكيد ، والأكثر أن تسبق ب " كل " وقد جاء هنا دونها .

                                                                                                                                                                                                                                      والجنة والجن : قيل : واحد ، والتاء فيه للمبالغة . وقيل : الجنة جمع جن ، وهو غريب ، فيكون مثل كمء للجمع وكمأة للواحد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية