الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (78) قوله تعالى : أجئتنا لتلفتنا : اللام متعلقة بالمجيء أي : أجئت لهذا الغرض ، أنكروا عليه مجيئه لهذه العلة . واللفت : اللي والصرف ، لفته عن كذا أي : صرفه ولواه عنه . وقال الأزهري : " لفت الشيء وفتله : لواه ، وهذا من المقلوب " قلت : ولا يدعى فيه قلب حتى يرجح أحد اللفظين في الاستعمال على الآخر ، ولذلك لم يجعلوا جذب وجبذ وحمد ومدح من هذا القبيل لتساويهما . ومطاوع لفت : التفت . وقيل : انفتل ، وكأنهم استغنوا بمطاوع " فتل " عن مطاوع لفت ، وامرأة لفوت : أي : تلتفت لولدها عن زوجها إذا كان الولد لغيره ، واللفيتة : ما يغلظ من العصيدة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 248 ] قوله : وتكون لكما الكبرياء الكبرياء : اسم كان ، و " لكم " الخبر ، و " في الأرض " : جوز فيها أبو البقاء خمسة أوجه أحدها : أن تكون متعلقة بنفس الكبرياء . الثاني : أن يعلق بنفس " تكون " . الثالث : أن يتعلق بالاستقرار في " لكم " لوقوعه خبرا . الرابع : أن يكون حالا من " الكبرياء " . الخامس : أن يكون حالا من الضمير في " لكما " لتحمله إياه .

                                                                                                                                                                                                                                      والكبرياء مصدر على وزن فعلياء ، ومعناها العظمة . قال عدي ابن الرقاع :


                                                                                                                                                                                                                                      2617 - سؤدد غير فاحش لا يدا نيه تجبارة ولا كبريا

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن الرقيات :


                                                                                                                                                                                                                                      2618 - ملكه ملك رأفة ليس فيه     جبروت منه ولا كبرياء

                                                                                                                                                                                                                                      يعني : ليس هو ما عليه الملوك من التجبر والتعظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      والجمهور على " تكون " بالتأنيث مراعاة لتأنيث اللفظ . وقرأ ابن مسعود والحسن وإسماعيل وأبو عمرو وعاصم في رواية : " ويكون " بالياء من تحت ، لأنه تأنيث مجازي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية