الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (97) قوله تعالى : الأعراب : صيغة جمع وليس جمعا لعرب قاله سيبويه ؛ وذلك لئلا يلزم أن يكون الجمع أخص من الواحد ، فإن العرب هذا الجيل الخاص سواء سكن البوادي أم سكن القرى ، وأما الأعراب فلا يطلق إلا على من يسكن البوادي فقط . وقد تقدم لك في أوائل هذا الموضوع عند قوله تعالى : رب العالمين ، ولهذا الفرق نسب إلى الأعراب على لفظه فقيل : أعرابي . ويجمع على أعاريب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأجدر ، أي : أحق وأولى ، يقال : هو جدير وأجدر وحقيق وأحق وقمين وأولى وخليق بكذا ، كله بمعنى واحد . قال الليث : " جدر يجدر جدارة فهو جدير ، ويؤنث ويثنى ويجمع قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2535 - بخيل عليها جنة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا ويستعلوا



                                                                                                                                                                                                                                      وقد نبه الراغب على أصل اشتقاق هذه المادة وأنها من الجدار أي [ ص: 105 ] الحائط ، فقال : " والجدير : المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار " والذي يظهر أن اشتقاقه من الجدر وهو أصل الشجرة فكأنه ثابت كثبوت الجدر في قولك " جدير بكذا "

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ألا يعلموا ، أي : بأن لا يعلموا فحذف حرف الجر فجرى الخلاف المشهور بين الخليل والكسائي مع سيبويه والفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية