الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (118) قوله تعالى : وعلى الثلاثة : يجوز أن ينسق على " النبي " ، أي : تاب على النبي وعلى الثلاثة ، وأن ينسق على الضمير في " عليهم " ، أي : ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة ، ولذلك كرر حرف الجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ جمهور الناس : " خلفوا " ، مبنيا للمفعول مشددا من خلفه يخلفه . وقرأ أبو مالك كذلك إلا أنه خفف اللام . وقرأ عكرمة وزر بن حبيش وعمر بن عبيد وعكرمة بن هارون المخزومي ومعاذ القارئ : " خلفوا " ، مبنيا للفاعل مخففا من خلفه ، والمعنى : الذين خلفوا ، أي : فسدوا ، من خلوف فم الصائم . ويجوز أن يكون المعنى : أنهم خلفوا الغازين في المدينة . وقرأ أبو العالية وأبو الجوزاء كذلك إلا أنهما شددا اللام . وقرأ أبو رزين وعلي بن الحسين وابناه زيد ومحمد الباقر وابنه جعفر الصادق : " خالفوا " ، بألف ، أي : لم يوافقوا الغازين في الخروج . قال الباقر : " ولو خلفوا لم يكن لهم " والظن هنا بمعنى العلم كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2553 - فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم كالفارسي المسرد



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هو على بابه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 137 ] قوله : أن لا ملجأ أن هي المخففة سادة مسد المفعولين ، و " لا " وما في حيزها الخبر ، و " من الله " خبرها . ولا يجوز أن تكون تتعلق بـ " ملجأ " ، ويكون " إلا إليه " الخبر لأنه كان يلزم إعرابه ، لأنه يكون مطولا . وقد قال بعضهم : إنه يجوز تشبيه الاسم المطول بالمضاف فينتزع ما فيه من تنوين ونون كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2554 - أراني ولا كفران لله أية      ... ... ... ...

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : " لا صمت يوم إلى الليل " برفع " يوم " وقد تقدم القول في ذلك . وقوله : " إلا إليه " استثناء من ذلك العام المحذوف ، أي : لا ملجأ إلى أحد إلا إليه كقوله : لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية