الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (84) قوله تعالى : ولا تنقصوا : " نقص " يتعدى لاثنين ، إلى أولهما بنفسه ، وإلى ثانيهما بحرف الجر ، وقد يحذف ، تقول : نقصت زيدا من حقه ، وهو هنا كذلك ؛ إذ المراد : ولا تنقصوا الناس من المكيال ، ويجوز أن يكون متعديا لواحد على المعنى ، والمعنى : لا تقللوا وتطففوا ، ويجوز أن يكون " المكيال " مفعولا أول والثاني محذوف ، وفي ذلك مبالغة ، والتقدير : ولا تنقصوا المكيال والميزان حقهما الذي وجب لهما وهو أبلغ في الأمر بوفائهما .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : محيط صفة لليوم ، ووصف به من قولهم : أحاط به العدو ، وقوله : وأحيط بثمره . قال الزمخشري : " إن وصف اليوم بالإحاطة أبلغ من وصف العذاب بها " قال : " لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث ، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه " .

                                                                                                                                                                                                                                      وزعم قوم أنه جر على الجوار ، لأنه في المعنى صفة للعذاب ، والأصل : عذاب يوم محيطا . وقال آخرون : التقدير : عذاب يوم محيط عذابه . قال أبو البقاء : " وهو بعيد ؛ لأن محيطا قد جرى على غير من هوله ، فيجب إبراز فاعله مضافا إلى ضمير الموصوف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية