الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( عجمي له مولى موالاة ) أو لم يكن له ذلك ، وقيد بالعجمي لأن ولاء الموالاة لا يكون في العرب لقوة أنسابهم . [ ص: 122 ] ( نكح معتقته ) ولو لعربي ( فولدت منه فولاء ولدها لمولاها ) لقوة ولاء العتاقة حتى اعتبر فيه الكفاءة لا في العجم وولاء الموالاة

التالي السابق


( قوله : عجمي إلخ ) العجم جمع العجمي وهو خلاف العربي وإن كان فصيحا كذا في المغرب .

وفي الفوائد الظهيرية هذه المسألة على وجوه : إن زوجت نفسها من عربي فولاء الأولاد لقوم الأب في قولهم . وإن من عجمي له آباء في الإسلام فلقوم الأب عند أبي يوسف ، وعلى قولهما اختلفت المشايخ حكي عن أبي بكر الأعمش وأبي بكر الصفار أنه لقوم الأب وقال غيرهما : لقوم الأم وإن من حربي أسلم ووالى أحدا أو لم يوال فهي مسألة الكتاب . وإن من عبد أو مكاتب فلموالي الأم إجماعا إلا إذ أعتق العبد فيجر الولاء كفاية . ( قوله : أو لم يكن له ذلك ) إنما فرضه المتن فيمن له مولى موالاة لفهم مقابله بالأولى فلو قال : فولاء ولدها لمواليها ، وإن كان له مولى الموالاة كما في الكنز لكان أولى ح . ( قوله : لا يكون في العرب ) أي لا يكون العربي مولى أسفل ح [ ص: 122 ] قوله : ولو لعربي ) صوابه " ولو لعجمي " لأنه إذا كان الولاء للمولى العجمي كان للعربي بالأولى ح . ( قوله : لمولاها ) هذا عندهما وعند أبي يوسف لمولى الأب ترجيحا لجانب الأب . ( قوله : حتى اعتبر فيه الكفاءة ) مر بيانه في بابها ويأتي قريبا وأيضا فإنه مقدم على ذوي الأرحام ولا يقبل الفسخ بعد الوقوع ، والموالاة بعكس ذلك كله . ( قوله : لا في العجم وولاء الموالاة ) أي لا تعتبر الكفاءة فيهما من حيث النسب والحرية ، فإن الحرية والنسب في حق العجم ضعيفان لأن حريتهم تحتمل الإبطال بالاسترقاق ، بخلاف العرب ولأنهم ضيعوا أنسابهم فإن تفاخرهم قبل الإسلام بعمارة الدنيا وبعده به وإليه أشار سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه بقوله : سلمان أبوه الإسلام فإذا ثبت الضعف في جانب الأب كان هو والعبد سواء .




الخدمات العلمية