الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال لعبده يا مالكي أو قال لأمته : أنا عبدك لا تعتق ) لأنه ليس بصريح ولا كناية ( بخلاف قوله ) لعبده [ ص: 740 ] ( يا مولاي ) لأنه كناية على ما مر في محله .

التالي السابق


( قوله لأنه ليس بصريح ولا كناية ) ظاهره أنه لا عتق ولو بالنية وفي الحموي عن البزازية . قال لعبده أو أمته أنا عبدك يعتق إن نوى ومثله فيما يظهر يا مالكي ، لأن مؤدى العبارتين واحد ط وفي الخانية عن الصغار : فيمن قال لجاريته يا من أنا عبدك قال : هذه كلمة لطف لا تعتق بها فإن نوى العتق فعن محمد فيه [ ص: 740 ] روايتان ( قوله على ما مر في محله ) أي في كتاب العتق . أقول : وقد عده المصنف هناك من الصريح ، وهو ظاهر قول الزيلعي وغيره هنا ; لأن حقيقته تنبئ عن ثبوت الولاء على العبد ، وذلك بالعتق لأنه يمكن إثباته من جهته ، وقوله : يا مالكي أو أنا عبدك حقيقة ينبئ عن ثبوت ملك العبد على المولى ، وذلك لا يمكن إثباته من جهة المولى ا هـ . أقول : ويظهر من هذا وجه تخصيصهم المولى هنا بالمعتوق ، وإن كان يطلق على المعتق بالاشتراك ; لأنه لا يمكن إثباته من جهة السيد : أي لا يمكنه أن يجعل لعبده ولاء عليه ، فكان لغوا فتعين إرادة المعنى الممكن فافهم




الخدمات العلمية