الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فأما الدواء المفصل ، فهو تتبع أسباب الحسد من الكبر وغيره ، وعزة النفس ، وشدة الحرص على ما لا يغني وسيأتي تفصيل مداواة هذه الأسباب في مواضعها إن شاء الله تعالى فإنها مواد هذا المرض ، ولا ينقمع المرض إلا بقمع المادة فإن لم تقمع المادة لم يحصل بما ذكرناه إلا تسكين وتطفئة ، ولا يزال يعود مرة بعد أخرى ، ويطول الجهد في تسكينه مع بقاء مواده ، فإنه ما دام محبا للجاه ، فلا بد وأن يحسد من استأثر بالجاه والمنزلة ، في قلوب الناس دونه ، ويغمه ذلك لا محالة ، وإنما غايته أن يهون الغم على نفسه ولا يظهر بلسانه ويده ، فأما الخلو عنه رأسا ، فلا يمكنه ، والله الموفق .

التالي السابق


(فأما الدواء المفصل، فهو تتبع أسباب الحسد من الكبر، وعزة النفس، وشدة الحرص على ما لا يغني) ، والتنافر، والبغضاء، وغير ذلك فيتأصلها من أصلها، (وسيأتي تفصيل مداواة هذه الأسباب في مواضعها) اللائقة من هذا الكتاب (فإنها) ، أي: تلك الأسباب (مواد هذا المرض، ولا ينقمع المرض إلا بقمع المادة) التي منها نشأ ذلك المرض (فإن لم تقمع المادة لم يحصل بما ذكرناه إلا تسكين) في الجملة (وتطفئة، ولا يزال) المرض (يعود مرة بعد أخرى، ويطول الجهد في تسكينه مع بقاء مراده، فإنه ما دام محبا للحياة، فلا بد وأن يحسد من استأثر بالجاه، ولمنزلة في قلوب الناس دونه، ويغمه ذلك لا محالة، وإنما غايته أن يهون الغم عن نفسه) ، ويخفيه (ولا يظهر بلسانه ويده، فأما الخلو عنه رأسا، فلا يمكنه، والله الموفق) .




الخدمات العلمية