الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما الأخبار فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر .

التالي السابق


(وأما الأخبار فقد قال صلى الله عليه وسلم: الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر) ، قال العراقي : علقه البخاري وأسنده الترمذي وحسنه وابن ماجه من حديث أبي هريرة ورواه ابن ماجه من حديث سنان بن سنة، وفي إسناده اختلاف اهـ. قلت: وكذلك رواه أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة، ولفظ الترمذي حسن غريب، وأما لفظ ابن ماجه من حديث سنان بن سنة الأسلمي وله صحبة: الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر. وقد رواه كذلك أحمد والدارمي والبغوي والطبراني والضياء، وسنة ضبطوه بالفتح على الصواب، وقد أشار الحافظ إلى الاختلاف الواقع في سنده في الإصابة فراجعه .



(تنبيه)

قال الطيبي: قد تقرر في علم المعاني أن التشبيه يستدعي جهة جامعة، والشكر نتيجة النعماء، كما أن الصبر نتيجة البلاء، فكيف شبه الشاكر بالصابر، وجوابه أنه ورد: الإيمان نصفان نصف صبر، ونصف شكر، فقد يتوهم أن ثواب شكر الطاعم يقصر عن ثواب صبر الصائم فأزيل توهمه به، يعني هما سيان في الثواب، ولأن الشاكر لما رأى النعمة من الله تعالى، وحبس نفسه على محبة المنعم بالقلب، وإظهارها باللسان، نال درجة الصابر، فالتشبيه واقع في حبس النفس بالمحبة، والجهة الجامعة حبس النفس مطلقا .




الخدمات العلمية