الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والهول الأول هو هول القيامة الصغرى ولجميع أهوال القيامة الكبرى نظير في القيامة ، الصغرى مثل زلزلة الأرض مثلا فإن أرضك الخاصة بك تزلزل في الموت : فإنك تعلم أن الزلزلة إذا نزلت ببلدة صدق أن يقال قد زلزلت أرضهم ، وإن لم تزلزل البلاد المحيطة بها ، بل لو زلزل مسكن الإنسان وحده فقد حصلت الزلزلة في حقه ؛ لأنه إنما يتضرر عند زلزلة جميع الأرض بزلزلة مسكنه لا بزلزلة مسكن غيره ، فحصته من الزلزلة قد توفرت من غير نقصان . واعلم أنك أرضي مخلوق من التراب ، وحظك الخاص من التراب بدنك فقط ، فأما بدن غيرك فليس بحظك ، والأرض التي أنت جالس عليها بالإضافة إلى بدنك ظرف ومكان وإنما تخاف من تزلزله أن يتزلزل بدنك بسببه ، وإلا فالهواء أبدا متزلزل وأنت لا تخشاه إذ ليس يتزلزل به بدنك فحظك من زلزلة الأرض كلها زلزلة بدنك فقط ، فهي أرضك وترابك الخاص بك وعظامك جبال أرضك ورأسك سماء أرضك وقلبك شمس أرضك وسمعك وبصرك وسائر حواسك نجوم سمائك ومفيض العرق من بدنك بحر أرضك وشعورك نبات أرضك وأطرافك أشجار أرضك : وهكذا إلى جميع أجزائك فإذا انهدم بالموت أركان بدنك فقد زلزلت الأرض زلزالها : فإذا انفصلت العظام من اللحوم فقد حملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ، فإذا رمت العظام فقد نسفت الجبال نسفا فإذا أظلم قلبك عند الموت فقد كورت الشمس تكويرا فإذا بطل سمعك وبصرك وسائر حواسك فقد انكدرت النجوم انكدارا فإذا انشق دماغك فقد انشقت السماء انشقاقا فإذا انفجرت من هول الموت عرق جبينك فقد فجرت البحار تفجيرا ، فإذا التفت إحدى ساقيك بالأخرى وهما مطيتاك فقد عطلت العشار تعطيلا فإذا فارقت الروح الجسد فقد حملت الأرض فمدت حتى ألقت ما فيها وتخلت ولست أطول بجميع موازنة الأحوال والأهوال ولكني أقول بمجرد الموت تقوم عليك هذه القيامة الصغرى ولا يفوتك من القيامة الكبرى شيء مما يخصك بل ما يخص غيرك فإن بقاء الكواكب في حق غيرك ماذا ينفعك وقد انتثرت حواسك التي بها تنتفع بالنظر إلى الكواكب والأعمى يستوي عنده الليل والنهار وكسوف الشمس وانجلاؤها ؛ لأنها قد كسفت في حقه دفعة واحدة وهو حصته منها ، فالانجلاء بعد ذلك حصة غيره ومن انشق رأسه فقد انشقت سماؤه إذ السماء عبارة عما يلي جهة الرأس فمن لا رأس له لا سماء له ، فمن أين ينفعه بقاء السماء لغيره ، فهذه هي القيامة الصغرى والخوف بعد أسفل والهول بعد مؤخر ، وذلك إذا جاءت الطامة الكبرى وارتفع الخصوص وبطلت السموات والأرض ونسفت الجبال ونمت الأهوال .

واعلم أن هذه الصغرى ، وإن طولنا في وصفها فإنا لم نذكر عشير أوصافها وهي بالنسبة إلى القيامة الكبرى كالولادة الصغرى بالنسبة إلى الولادة الكبرى ، فإن للإنسان ولادتين إحداهما الخروج من الصلب والترائب إلى مستودع الأرحام فهو في الرحم في قرار مكين إلى قدر معلوم وله في سلوكه إلى الكمال منازل وأطوار من نطفة وعلقة ومضغة وغيرها إلى أن يخرج من مضيق الرحم إلى فضاء العالم فنسبة عموم القيامة الكبرى إلى خصوص القيامة الصغرى كنسبة سعة فضاء العالم إلى سعة فضاء الرحم ، ونسبة سعة العالم الذي يقدم عليه العبد بالموت إلى سعة فضاء الدنيا كنسبة فضاء الدنيا أيضا إلى الرحم ، بل أوسع وأعظم فقس الآخرة بالأولى ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة وما النشأة الثانية إلا على قياس النشأة الأولى بل أعداد النشآت ليست محصورة في اثنتين وإليه الإشارة بقوله تعالى : وننشئكم في ما لا تعلمون فالمقر بالقيامتين مؤمن بعالم الغيب والشهادة ، وموقن بالملك والملكوت ، والمقر بالقيامة الصغرى دون الكبرى ناظر بالعين العوراء إلى أحد العالمين وذلك هو الجهل والضلال والاقتداء بالأعور الدجال .

فما أعظم غفلتك يا مسكين ، وكلنا ذلك المسكين وبين يديك هذه الأهوال فإن كنت لا تؤمن بالقيامة الكبرى بالجهل والضلال أفلا تكفيك دلالة القيامة الصغرى أو ما سمعت قول سيد الأنبياء كفى بالموت واعظا أوما سمعت بكربه عليه السلام عند الموت حتى قال صلى الله عليه وسلم : اللهم هون على محمد سكرات الموت أوما تستحي من استبطائك هجوم الموت اقتداء برعاع الغافلين الذين لا ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون فيأتيهم المرض نذيرا من الموت فلا ينزجرون ويأتيهم الشيب رسولا منه فما يعتبرون فيا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون أفيظنون أنهم في الدنيا خالدون أولم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون أم يحسبون أن الموتى سافروا من عندهم فهم معدمون كلا وإن كل لما جميع لدينا محضرون ولكن ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين وذلك لأنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون .

التالي السابق


(والهول الأول هو هول القيامة الصغرى) يعني به هول (الموت ولجميع أهوال القيامة الكبرى نظير، فإن للقيامة الصغرى مثل زلزلة الأرض مثلا) الموعود بها في القيامة الكبرى في قوله تعالى: إذا زلزلت الأرض زلزالها (فإن أرضك الخاصة بك بدنك تزلزل في الموت) أي: تضطرب وترتج (فإنك تعلم أن الزلزلة إذا نزلت ببلدة صدق أن يقال قد زلزلت أرضهم، وإن لم تزلزل البلاد المحيطة بها، بل لو زلزل مسكن الإنسان وحده فقد حصلت الزلزلة في حقه؛ لأنه إنما يتضرر عند زلزلة جميع الأرض بزلزلة مسكنه لا بزلزلة مسكن غيره، فحصته من الزلزلة قد توفرت عليه من غير نقصان. واعلم أنك أرضي مخلوق من التراب، وحظك الخاص من التراب بدنك فقط، فأما بدن غيرك فليس بحظك، والأرض التي أنت جالس عليها الإضافة أي بدنك ظرف ومكان) لحلولك فيه، (وإنما تخاف من تزلزله أن يتزلزل بدنك بسببه، وإلا فالهوى أبدا متزلزل وأنت لا تخشاه) ، ولا تعنى به، (إذ ليس يتزلزل به بدنك فحظك من زلزلة الأرض كلها زلزلة بدنك فقط، فهي أرضك وترابك الخاص بك وعظامك جبال أرضك) أي: بمنزلتها لصلابتها بالإضافة إلى سائر أجزاء البدن (وأطرافك أشجار أرضك) لارتفاعها كارتفاع الأشجار (ورأسك سماء أرضك) لعلوها كعلو السماء (وقلبك شمس أرضك) أي: بمنزلتها في السماء في تنويرها، (وسمعك وبصرك وسائر حواسك الظاهرة نجوم [ ص: 12 ] سمائك) أي: بمنزلتها (ومفيض العرق من بدنك بحر أرضك) أي: بمنزلته في إسالة الفوهات، (وشعورك) النابتة في البدن (نبات أرضك) أي: بمنزلته في النمو، (وهكذا إلى جميع أجزائك) .

وقد أشار إليه المصنف في كيمياء السعادة فقال: "إن نفس ابن آدم مختصرة من العالم، وفيها من كل صورة في العالم أثر منه، لأن هذه العظام كالجبال، ولحمه كالتراب، وشعره كالنبات، ورأسه مثل السماء، وحواسه مثل الكواكب" .

(فإذا انهدمت بالموت أركان بدنك فقد زلزلت الأرض زلزالها) أي: اضطرابها المقدر لها، (فإذا انفصل العظام واللحوم) من بعضها (فقد حملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة، فإذا أرمت العظام) أي: بليت وتخربت (فقد نسفت الجبال نسفا) يشير بذلك إلى قوله تعالى: ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا وفي نسخة: فقد بست الجبال بسا، (فإذا أظلم قلبك عند الموت فقد كورت الشمس تكويرا) أي: لفت من كورت العمامة إذا لففتها معنى رفعت؛ لأن الثوب إذا أريد رفعه لف أو لف ضوؤها، فذهب انبساطه في الآفاق وزال أثره، (فإذا بطل سمعك وبصرك وسائر حواسك فقد انكدرت النجوم انكدارا) أي: أظلمت وانقضت، (فإذا تشقق دماغك فقد انشقت السماء انشقاقا) أي: صارت شقة شقة أو انشقت بالغمام، (فإذا انفجر من هول الموت عرق جبينك) وذلك عند الموت، فإن الجبين لا تعرق إلا عند معاينة الأهوال، ولا هول أعظم من الموت (فقد فجرت البحار تفجيرا، فإذا التفت إحدى ساقيك بالأخرى وهما مطيتاك فقد عطلت العشار تعطيلا) أي: تركت مهملة، والعشار هي النوق اللاتي أتى على حملهن عشرة أشهر جمع عشراء، (فإذا فارقت الروح الجسد فقد حملت الأرض فمدت) أي: بسطت أن تزال جبالها وآكامها (حتى ألقت ما فيها) أي: في جوفها (وتخلت) أي: تكلفت في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شيء في بطنها .

(ولست أطول بجميع موازنة الأحوال والأهوال ولكني أقول بمجرد الموت تقوم عليك هذه القيامة الصغرى) وتعاين أهوالها، (ولا يفوتك من القيامة الكبرى شيء مما يخصك بل ما يخص غيرك) أيضا (فإن بقاء الكواكب في حق غيرك ماذا ينفعك وقد انتثرت حواسك التي بها تنتفع بالنظر إلى الكواكب والأعمى) الذي ذهب بصره (يستوي عنده الليل والنهار وكسوف الشمس وانجلاؤها؛ لأنها قد كسفت في حقه دفعة واحدة فهو حصته منها، فالانجلاء بعد ذلك حصة غيره) ممن يراه، (ومن انشق رأسه فقد انشقت سماؤه إذ السماء عبارة عما يلي جهة الرأس) لسموه أي علوه وارتفاعه، ولذا سمي السحاب سماء بهذا الاعتبار، (فمن لا رأس له لا سماء له، فمن أين ينفعه بقاء السماء لغيره، فهذه هي القيامة الصغرى) المشار إليها في الحديث المذكور، (والخوف بعد أسفل والهول بعد مدخر، وذلك إذا جاءت الطامة الكبرى) أي: المصيبة العظمى تطم على الكل وتعم (وارتفع الخصوص وبطلت السموات والأرض) ومحيت آثارها (ونسفت الجبال) نسفا، فصارت هباء منبثا، (وتمت الأهوال، واعلم أن هذه الصغرى، وإن طولنا في وصفها فإنا لم نذكر عشر عشير أوصافها بالنسبة إلى القيامة الكبرى) ، وهي (كالولادة الصغرى بالنسبة إلى الولادة الكبرى، فإن للإنسان ولادتين أحدهما الخروج من الصلب والترائب إلى مستودع الأرحام فهو في الرحم في قرار مكين إلى قدر معلوم) كما أخبر عنه سبحانه في كتابه العزيز .

(وله في سلوكه إلى الكمال منازل) يسلكها (وأطوار) ينتقل إليها (من نطفة وعلقة ومضغة [ ص: 13 ] وغيرها إلى أن يخرج من مضيق الرحم إلى فضاء العالم) وسعته (فنسبة عموم القيامة الكبرى إلى خصوص القيامة الصغرى كنسبة سعة فضاء العالم إلى سعة فضاء الرحم، ونسبة سعة العالم الذي يقدم عليه العبد بالموت إلى سعة فضاء الدنيا كنسبة فضاء الدنيا أيضا إلى الرحم، بل أوسع وأعظم فقس الآخرة بالأولى) قال الله تعالى: ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة وما النشأة الثانية إلا على قياس النشأة الأولى بل أعداد النشآت ليست محصورة في النشأتين) الأولى والثانية (وإليه الإشارة بقوله تعالى: وننشئكم في ما لا تعلمون فالمقر بالقيامتين) الصغرى والكبرى (مؤمن بعالم الغيب والشهادة، وموقن بالملك والملكوت، والمقر بالقيامة الصغرى دون الكبرى ناظر بالعين العوراء إلى أحد العالمين) عالم الملك فقط (وذلك هو الجهل والضلال والاقتداء بالأعور والدجال) إذ هو ممسوخ العين اليمنى كما ورد في الأخبار .

(فما أعظم غفلتك يا مسكين، وكلنا ذلك المسكين) قد ضربت الغفلة على بصائرنا حجبا، (وكيف تغفل وبين يديك هذه الأهوال) والمصائب والأوحال، (فإن كنت لا تؤمن بالقيامة الكبرى بالجهل والضلال) وإغواء العدو الحيال (فلا تكفيك دلالة القيامة الصغرى أو ما سمعت قول سيد الأنبياء) صلى الله عليه وسلم (كفى بالموت واعظا) .

قال العراقي : رواه البيهقي في الشعب من حديث عائشة ، وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف، ورواه الطبراني من حديث عقبة بن عامر وهو معروف من قول الفضيل بن عياض، رواه البيهقي في الزهد، انتهى. هكذا هو في نسخة كتاب العراقي عقبة بن عامر، والصواب عمار بن ياسر، فقد رواه الطبراني والبيهقي في الشعب، والقضاعي في مسند الشهاب، والعسكري في الأمثال من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن عمار بن ياسر مرفوعا، ولفظه: "كفى بالموت واعظا، وكفى بالموت غنى، وكفى بالعبادة شغلا"، وعند الطبراني وحده أيضا بلفظ: "كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى"، وروى العسكري في الأمثال من طريق يحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة عن جبير بن أبي حكيم عن أنس قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا جاري يؤذيني، فقال: اصبر على أذاه، وكف عنه أذاك، قال: فما لبثت إلا يسيرا إذ جاء فقال: يا رسول الله إن جاري ذاك مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالدهر واعظا، وبالموت مفرقا"، رواه كذلك ابن السني: في عمل يوم وليلة، وروى ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن الربيع بن أنس مرسلا: "كفى بالموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة".

(أوما سمعت بكربه صلى الله عليه وسلم عند الموت) وقوله: إن للموت سكرات، وإن للموت فزعا (حتى قال صلى الله عليه وسلم: اللهم هون على محمد سكرات الموت) .

قال العراقي رواه الترمذي ، وقال: غريب، والنسائي في اليوم والليلة، وابن ماجه من حديث عائشة بلفظ: اللهم أعني على سكرات الموت (أوما تستحي من استبطائك هجوم الموت) والساعة (اقتداء برعاع الغافلين الذين لا ينظرون) ، ولفظ التنزيل ما ينظرون أي: لا ينتظرون (إلا صيحة واحدة) هي النفخة الأولى (تأخذهم وهم يخصمون) أي: يختصمون في معاملاتهم لا يخطر ببالهم أمرها لقوله تعالى: أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون (فلا يستطيعون توصية) من شيء من أمورهم (ولا إلى أهلهم يرجعون) فيرون حالهم بل يموتون حيث تبغتهم (فيأتيهم المرض نذيرا من الموت) أي: مخوفا منه (فلا ينزجرون) ولا يتعظون (ويأتيهم الشيب رسولا منه) بدنو أجلهم (فما يعتبرون) ولا ينتبهون، (فيا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) فإن المستهزئ بالناصح المخلص المنوط بنصحه خير الدارين أحق بأن يتحسر ويتحسر عليه، (أفيظنون أنهم في الدنيا خالدون ألم يروا) أي: ألم يعلموا ( كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أي: ألم يروا كثرة إهلاكنا من قبلهم وكونهم غير راجعين إليهم (أم [ ص: 14 ] يحسبون أن الموتى سافروا من عندهم فهم معدومون كلا) حرف ردع وزجر (إن كل لما جميع لدينا محضرون) يوم القيامة للجزاء، (ولكن ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) لاعتيادهم على العناد وتمرنهم عليه، (وذلك لأن جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) ، أي: قد أحاط بهم سدان (فأغشيناهم) أي: غطينا على أبصارهم (فهم لا يبصرون) قدامهم ووراءهم فهم محبوسون في مطمورة الجهالة، ممنوعون عن النظر في الآيات والدلائل (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) .




الخدمات العلمية