الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وينفع حسن الظن بمجيء الرزق من فضل الله تعالى بواسطة الأسباب الخفية أن تسمع الحكايات التي فيها عجائب صنع الله تعالى في وصول الرزق إلى صاحبه وفيها عجائب قهر الله تعالى في إهلاك أموال التجار والأغنياء ، وقتلهم جوعا ، كما روي عن حذيفة المرعشي وقد كان خدم إبراهيم بن أدهم فقيل له : ما أعجب ما رأيت منه ؟ فقال بقينا : في طريق مكة أياما لم نجد طعاما ثم دخلنا الكوفة ، فأوينا إلى مسجد خراب ، فنظر إلي إبراهيم وقال : يا حذيفة ، أرى بك الجوع ، فقلت : هو ما رأى الشيخ ، فقال علي : بدواة وقرطاس ، فجئت به إليه فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود إليه بكل حال ، والمشار إليه بكل معنى وكتب شعرا .

أنا حامد ، أنا شاكر ، أنا ذاكر أنا جائع ، أنا ضائع : أنا عاري هي ستة ، وأنا الضمين لنصفها فكن الضمين لنصفها يا باري مدحي لغيرك لهب نار خضتها : فأجر عبيدك من دخول النار ، ثم دفع إلي الرقعة فقال : اخرج ولا تعلق قلبك بغير الله تعالى ، وادفع الرقعة إلى أول من يلقاك : فخرجت ، فأول من لقيني كان رجلا على بغلة فناولته الرقعة ، فأخذها فلما وقف عليها بكى وقال : ما فعل صاحب هذه الرقعة ؟ فقلت : هو في المسجد الفلاني فدفع ، إلي صرة فيها ستمائة دينار ثم لقيت رجلا آخر فسألته عن راكب البغلة .

فقال هذا نصراني ، فجئت إلى إبراهيم وأخبرته بالقصة ، فقال : لا تمسها : فإنه يجيء الساعة ، فلما كان بعد ساعة دخل النصراني وأكب على رأس إبراهيم يقبله وأسلم .

وقال أبو يعقوب الأقطع البصري جعت مرة بالحرم عشرة أيام ، فوجدت ضعفا فحدثتني نفسي بالخروج فخرجت إلى الوادي لعلي أجد شيئا يسكن ضعفي فرأيت سلجمة مطروحة فأخذتها فوجدت في قلبي منها وحشة ، وكأن قائلا يقول لي : جعت عشرة أيام ، وآخره يكون حظك سلجمة متغيرة ، فرميت بها ، ودخلت المسجد وقعدت ، فإذا أنا برجل أعجمي قد أقبل حتى جلس بين يدي ووضع قمطرة وقال : هذه لك ، فقلت : كيف خصصتني بها ، قال : اعلم أنا كنا في البحر منذ عشرة أيام وأشرفت السفينة على الغرق فنذرت إن خلصني الله تعالى أن أتصدق بهذه على أول من يقع عليه بصري من المجاورين وأنت أول من لقيته ، فقلت افتحها ففتحتها ، فإذا فيها سميد مصري ولوز مقشور وسكر كعاب ، فقبضت قبضة من ذا وقبضة من ذا وقلت رد الباقي إلى أصحابك هدية مني إليكم ، وقد قبلتها ثم قلت في نفسي : رزقك يسير إليك من عشرة أيام ، وأنت تطلبه من الوادي .

وقال ممشاد الدينوري : كان علي دين فاشتغل قلبي بسببه فرأيت في النوم كأن قائلا يقول : يا بخيل ، أخذت علينا هذا المقدار من الدين خذ عليك الأخذ وعلينا العطاء فما حاسبت بعد ذلك بقالا ولا قصابا ولا غيرهما .

وحكي عن بنان الحمال قال : كنت في طريق مكة أجيء من مصر ومعي زاد فجاءتني امرأة وقالت لي يا بنان : أنت حمال تحمل على ظهرك الزاد ، وتتوهم أنه لا يرزقك قال فرميت بزادي ثم أتى علي ثلاث لم آكل فوجدت خلخالا في الطريق ، فقلت في نفسي : أحمله حتى يجيء صاحبه فربما يعطيني شيئا ، فأرده عليه ، فإذا أنا بتلك المرأة فقالت لي : أنت تاجر تقول عسى يجيء صاحبه ، فآخذ منه شيئا ثم رمت لي شيئا من الدراهم وقالت أنفقها فاكتفيت ، بها إلى قريب مكة .

وحكي أن بنانا احتاج إلى جارية تخدمه فانبسط إلى إخوانه فجمعوا له ثمنها وقالوا : هو ذا يجيئ النفير فنشتري ما يوافق فلما ورد النفير اجتمع رأيهم على واحدة وقالوا : إنها تصلح له ، فقالوا لصاحبها : بكم هذه ؟ فقال : إنها ليست للبيع فألحوا عليه فقال : إنها لبنان الحمال ، أهدتها إليه امرأة من سمرقند ، فحملت إلى بنان وذكرت له القصة .

التالي السابق


(وينفع في حسن الظن بمجيء الرزق من فضل الله تعالى بواسطة الأسباب الخفية أن) تنظر إلى حالة نفسك، وقيام الرب تعالى بك من حالة إلى حالة، ومن وقت تكونك من نطفة إلى خروجك من المشيمة، واغتذائك بلبن أمك إلى تسخير الخلق لك إلى حالة البلوغ، فحالك بعد البلوغ كحالك في أول أمرك في الكفاية والتسخير، ولا يصدك عن ذلك إلا رجوع النفس إلى تدبيرها وحولها وقوتها، وقد كانت قبل ذلك لا تدبير لها، ولا حول ولا قوة، والفكر في مثل هذا بحر لا ساحل له، ثم تكرر على سمعك ما ورد من الأخبار والآيات والآثام (تسمع الحكايات) المنسوبة للمتوكلين والمنقطعين إلى الله تعالى، الدالة على كمال أحوالهم و (التي فيها عجائب صنع الله تعالى) بهم وسعة بره عليهم (في وصول الرزق إلى صاحبه) بواسطة [ ص: 488 ] انقطاعه إلى الله تعالى (وفيها عجائب قهر الله في إهلاك أموال التجار والأغنياء، وقتلهم جوعا، كما روي عن حذيفة) بن قتادة (المرعشي) شيخ هبيرة البصري، (وقد كان خدم إبراهيم بن أدهم ) -رحمه الله تعالى- (فقال له: ما أعجب ما رأيت منه؟ فقال: يقينا) معه (في طريق مكة أياما لم نجد طعاما) نأكله، (ثم دخلنا الكوفة، فأوينا إلى مسجد خراب، فنظر إلي إبراهيم وقال: يا حذيفة، أرى بك) أثر (الجوع، فقلت: هو ما رأى الشيخ، فقال علي) أي: جئني (بدواة وقرطاس، فجئت به فكتب) في القرطاس ما يحقق مقام التوكل مع تعاطي الأسباب، وهو (بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود إليه في كل حال، والمشار إليه بكل معنى) ، كما قيل:


وظنوني مدحتهم جميعا وأنت بما مدحتهم مرادي

(وكتب شعرا) ما نصه * (أنا حامد، أنا شاكر، أنا ذاكر) * وهذه الثلاثة مما أمر العبد بها (أنا جائع، أنا ضائع) أي: عطشان (أنا عاري) ، وهذه الثلاثة مما يفتقر إليها العبد فيأتيه الله بها* (هي ستة، وأنا الضمين لنصفها) وهي الثلاثة الأول بأمرك (فكن الضمين لنصفها يا باري) * أي قريبا مني، والمعنى كن مستمرا على ضمانك، وإلا فهو تعالى قد ضمن لهم ذلك، أي أنا فعلت ما أمرتني به فتفضل علي بما ضمنته* (مدحي لغيرك) بالله كأنه (لهب نار) ، وفي نسخة: وهج نار (خفتها) أي: دخلتها (فأجر عبيدك من دخول النار) ، أي: من مدح غيرك، (ثم دفع إلي الرقعة) المكتوبة، (فقال: اخرج ولا تعلق قلبك بغير الله تعالى، وادفع الرقعة إلى أول من يلقاك) ، فلا يكون لك اختيار في شخص دون آخر (قال: فخرجت، فأول من لقيني رجل كان على بغلة فناولته الرقعة، فأخذها فلما وقف عليها) وقرأها (بكى وقال: ما فعل صاحب هذه الرقعة؟ فقلت: هو في المسجد الفلاني، فرفع إلي) للبشرى (صرة فيها ستمائة دينار) ، وفي نسخة: درهم (ثم لقيت رجلا آخر فسألته عن راكب البغلة فقال) لي (هذا) ، وفي نسخة: هو (نصراني، فجئت إلى إبراهيم وأخبرته بالقصة، فقال: لا تمسها) أي: الصرة (فإنه يجيء الساعة، فلما كان بعد ساعة دخل) ، ولفظ الرسالة: وافى (النصراني وأكب على رأس إبراهيم) يقبله (وأسلم) على يديه ببركة وقوفه على الرقعة التي كتبها إبراهيم وأرسلها، هذا لفظ القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا سعيد التاهتري يقول: سمعت حذيفة المرعشي يقول ، وقد كان خدم إبراهيم ابن أدهم، وصحبه، فقيل له: ما أعجب ما رأيت منه؟... فذكره .

ورواه أبو نعيم في الحلية فقال: سمعت أبا الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي الصوفي يقول: سمعت حذيفة المرعشي يقول: صحبت إبراهيم بالبادية في طريق الكوفة، فكان يمشي ويدوس، ويصلي على كل ميل ركعتين، فبقينا بالبادية حتى بليت ثيابنا، فدخلنا الكوفة، وأوينا إلى مسجد خراب، فنظر إلي إبراهيم بن أدهم، فقال: يا حذيفة، أرى بك الجوع، فقلت: ما رأى الشيخ، فقال: علي بداوة وقرطاس، فخرجت فجئته بهما، فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود إليه في كل حال، والمشار إليه بكل معنى:

أنا حامد ذاكر أنا شاكر أنا جائع أنا حاسر أنا عاري
هي ستة وأنا الضمين لنصفها فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك لفح نار خضتها فأجر عبيدك من دخول النار

ودفع إلي الرقعة وقال: اخرج ولا يعلق سرك بغير الله، وأعطها أول من تلقاه، فخرجت فاستقبلني رجل راكب على بغلة، فأعطيته الرقعة، فقرأها وبكى، وقال: أين صاحب هذه الرقعة؟ فقلت: في المسجد الفلاني الخراب، فأخرج من كمه صرة دنانير، فأعطاني، فسألت عنه، فقيل: هو نصراني، فرجعت إلى إبراهيم، وأخبرته، فقال: لا تمسسه، فإنه يجيء الساعة، فما كان بأسرع أن وافى النصراني فأكب على رأس إبراهيم، فقال: يا شيخ، قد حسن إرشادك إلى الله، فأسلم وصار صاحبا لإبراهيم بن أدهم -رحمه الله تعالى- .

(وقال أبو يعقوب) يوسف بن نافع (البصري الأقطع) ويعرف أيضا بالتوأم (جعت مرة بالحرم عشرة أيام، فوجدت ضعفا) ببدني من الجوع (فحدثتني نفسي بالخروج) [ ص: 489 ] لطلب شيء آكله (فخرجت إلى الوادي لعلي أجد شيئا يسكن قلبي) ، وفي نسخة: ضعفي (فرأيت سلجمة) هي نبت (مطروحة) على الأرض (فأخذتها فوجدت في نفسي منها وحشة، وكأن قائلا يقول لي: جعت عشرة أيام ، وآخره يكون حظك سلجمة متغيرة، فرميت بها، ودخلت المسجد الحرام فقعدت، فإذا أنا برجل أعجمي جلس) ، وفي نسخة: جاء فجثا (بين يدي ووضع قمطرة) وهي ما يصان فيه المكاتيب (فقال: هذه لك، فقلت: كيف خصصتني) ، أي: لم خصصتني بهذه؟ (قال: اعلم أنا كنا في البحر منذ عشرة أيام وأشرفت السفينة على الغرق) من تعاصيف الرياح ونذر كل واحد منا إن خلصنا الله تعالى أن يتصدق بشيء (فنذرت) أنا (إن خلصني الله تعالى أن أتصدق بهذه) القمطرة (على أول من يقع عليه بصري من المجاورين) بالحرم (وأنت أول من لقيته، فقلت افتحها ففتحها، فإذا فيها) كعك (سميد مصري) من خالص لباب البر (ولوز مقشور وكسر كعاب) ، أي: عقد (فقبضت قبضة من ذا وقبضة من ذا وقلت) له (رد الباقي إلى صبيانك) هو (هدية مني إليكم) ، أي: لصبيانكم، (وقد قبلتها) بما فيها قبل هديتي للباقي (ثم قلت في نفسي: رزقك يسير إليك من عشرة أيام، وأنت تطلبه من الوادي) حاصل ذلك أنه لما شرفت همته، وألقى السلجمة، ثم رجع إلى الحرم مؤدبا نفسه في عدم صبرها عن الطعام، وفي شرهها معتمدا على الله، بأن يأتيه بما هو أشرف وأطيب من السلجمة، أتاه العجمي بالقمطرة، وأعلمه بسبب نذره منذ عشرة أيام، فوبخ نفسه، وقال: لها يسوق لك رزقك الطيب منذ عشرة أيام، وأنت تطلبيه من الوادي، ثم أمسك نفسه عن قبولها بشره .

وقال للعجمي: افتحها، فلما فتحها ووجد فيها مما ذكر لم يأخذها كلها، بل أخذ منها ما رد جوعه في الوقت وقال له: قد قبلتها وفاء بنذرك، ووهبت الباقي منها لصبيانك، وهذا كمال في كسر النفس مع شدة الحاجة إلى الطعام، ورفع الهمة والاعتماد على الله في أن يأتي له بمثله، أو بأرفع منه عند الحاجة، وهذه الحكاية أوردها القشيري في الرسالة .

، (وقال) أبو الحسن (ممشاد الدينوري: ) -رحمه الله تعالى- (كان علي دين) لزمني في طاعة (فاشتغل) به (قلبي فرأيت في النوم كأن قائلا يقول: يا بخيل، أخذت علينا هذا المقدار من الدين خذ) ولا تبال (عليك الأخذ وعلينا العطاء) قال (فما حاسبت بعد ذلك بقالا ولا قصابا ولا غيرهم) ، كذا في النسخ، وفي بعضها: ولا غيرهما، وذلك أن من عامله عرف حاله، وأنه لا مال له، وإن معاملته محض خير، وإنما عامله على أنه إذا فتح الله عليه بشيء أتاهم به، ونبه في الرؤيا على أن الله تعالى إذا لم يقض الدين عنه في الدنيا أرضى عنه أربابه في الآخرة؛ لأنه التزمه لوجهه كالافتراض للفقراء، وهذه الحكاية أوردها كذلك القشيري، قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: كنت عند ممشاد الدينوري، فجرى حديث الدين، فقال: كان علي دين..... فساقها .

(وحكي عن أبي) الحسن (بنان بن محمد) الحمال الواسطي، نزيل مصر، والمتوفى بها سنة 310 أنه (قال: كنت في طريق مكة أجيء من مصر ومعي زاد) حملته معي (فجاءتني امرأة) وكانت ولية مكاشفة، أدبني الله بها لزعمي أني تمكنت في التوكل، وقد حملت الزاد، (و) ذلك أنها (قالت: يا بنان، أنت حمال تحمل على ظهرك الزاد، وتتوهم) في نفسك (أنه لا يرزقك) بدونه (قال) فتنبهت من قولها (فرميت بزادي) ، ومشيت على قدم التوكل (ثم أتى علي ثلاثون) من الأيام (لم آكل) فيها شيئا (فوجدت خلخالا) بالفتح مرميا (في الطريق، فقلت في نفسي: أحمله حتى يجيء صاحبه فربما يعطيني شيئا، فأرده عليه، فإذا أنا بتلك المرأة) قد ظهرت لي (فقالت لي: أنت تاجر تقول) في الخلخال (عسى يجيء صاحبه، فآخذ منه شيئا) وأدفع له خلخاله ولم لا تدفعه له فلا تأخذ منه شيئا؟ (ثم رمت لي شيئا من الدراهم وقالت أنفقها) على نفسك (فاكتفيت) ، أي: فأخذتها، أو اكتفيت (بها إلى قريب) من (مكة) ، وفي بعض النسخ إلى قريب من مصر، فأدب بنان مع علو رتبته مرتين بالمرأة الأولى إنكارها عليه حمل الزاد مع زعمه التمكن في التوكل، والثانية قولها له: أنت تاجر..... إلخ، وإعانتها له على حاله بما أعطته له [ ص: 490 ] من الدراهم، وهذه الحكاية أيضا أوردها القشيري في الرسالة (وحكى) أيضا (أن بنانا) المذكور -رحمه الله تعالى- (احتاج إلى جارية تخدمه فانبسط إلى إخوانه) في تحصيلها له (فجمعوا له ثمنها وقالوا: هو ذا) ثمنها، احفظه عندك وحيث (تجيء النفر) الذين يبيعون الجواري (فنشتري) لك (ما يوافق) غرضك، (فلما ورد النفر) عليها (اجتمع رأيهم على واحدة) منهن، (وقالوا: إنها تصلح له، فقالوا لصاحبها: بكم هذه؟ فقال: إنها أمانة وليست للبيع فألحوا عليه) في مساومتها (فقال: إنها لبنان الحمال، أهدتها إليه امرأة من سمرقند، فحملت إلى بنان وذكرت له) هذه (القصة) ففيه دلالة على أن الله تعالى لطيف بمن يتوكل عليه ويقضي حوائجه وهو لا يشعر، فإنه تعالى لما علم حاجة بنان إلى من يخدمه لعجزه، وعلم بذلك أصحابه، واشتغلوا بتدبير أمره، ألقى الله في قلب تلك المرأة بسمرقند إرسال هذه الجارية إليه، وهذه أيضا أوردها القشيري في الرسالة .




الخدمات العلمية