الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما انقسام الزهد بالإضافة إلى المرغوب فيه فهو أيضا على ثلاث درجات الدرجة : السفلى أن يكون المرغوب فيه النجاة من النار ومن سائر الآلام كعذاب القبر ومناقشة الحساب وخطر الصراط وسائر ما بين يدي العبد من الأهوال كما وردت به الأخبار إذ فيها أن : الرجل ليوقف في الحساب حتى لو وردت مائة بعير عطاشا على عرقه لصدرت رواء فهذا هو زهد الخائفين وكأنهم رضوا بالعدم لو أعدموا ، فإن الخلاص من الألم يحصل بمجرد العدم .

التالي السابق


(وأما أقسام الزهد بالإضافة إلى المرغوب فيه فهو أيضا على ثلاث درجات: السفلى أن يكون المرغوب فيه النجاة من النار ومن سائر الآلام كعذاب القبر ومناقشة الحساب وخطر الصراط وسائر ما بين يدي العبد من الأهوال والشدائد كما وردت به الأخبار) وتقدم ذكرها في آخر قواعد العقائد (وفي الخبر: أن الرجل ليوقف في الحساب حتى لو وردت مائة من الإبل عطاشا) من الحمض (على عرقه لصدرت رواء) .

قال العراقي: رواه أحمد من حديث ابن عباس: التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير. الحديث، وفيه: إني احتبست بعدك محتبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمضا لصدرت عنه رواء. وفيه دويد غير منسوب يحتاج إلى معرفة، قال أحمد: هذا حديث منكر. اهـ .

قلت: بقية الحديث بعد قوله: ومؤمن وفقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال: أي أخي، ما حبسك والله لقد احتبست حتى خفت عليك فقال: أي أخي، إني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني من العرق. ثم ساق الحديث، وقول العراقي نقلا عن أحمد هذا حديث منكر يظهر في بادئ الرأي أنه قاله في المسند، وليس كذلك، بل ذكره عنه الخلال في العلل وليس هو في المسند نبه عليه الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - وروى الطبراني من حديث ابن مسعود أن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول: رب أرحني ولو إلى النار.

(فهذا أزهد الخائفين وكأنهم رضوا بالعدم ولو أعدموا، فإن الخلاص من الألم يحصل بمجرد العدم) لأن احتباس الغني إنما كان لسبب غناه .




الخدمات العلمية