الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وهل يشترط كونه كاتبا ؟ على وجهين ) . وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والهادي ، والمحرر ، وشرح ابن منجا ، وتجريد العناية ، والزركشي ، وغيرهم .

أحدهما : لا يشترط ذلك . وهو المذهب . صححه في التصحيح ، والنظم ، والحاوي الصغير ، وتصحيح المحرر ، وغيرهم . وهو ظاهر ما جزم به في الوجيز ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، لكونهم لم يذكروه في الشروط . [ ص: 180 ] قال ابن عبدوس في تذكرته : والكاتب أولى . وقدمه في المغني ، والكافي ، والشرح ، وشرح ابن رزين ، والفروع ، وغيرهم .

والوجه الثاني : يشترط . قدمه في الرعايتين ، والحاوي الصغير . لكن صحح الأول .

تنبيه : ظاهر كلام المصنف : أنه لا يشترط فيه غير ما تقدم . وهو المذهب . وعليه أكثر الأصحاب . وقدمه في الفروع ، والرعاية الكبرى . وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب . لكونهم لم ينكروه . وقال الخرقي ، وصاحب الروضة ، والحلواني ، وابن رزين ، والشيخ تقي الدين رحمهم الله : يشترط كونه ورعا . وهو الصواب . قال الزركشي : وهو ظاهر كلام الإمام أحمد رحمه الله ، على ما حكاه أبو بكر في التنبيه . وقيل : يشترط كونه ورعا زاهدا . وأطلق في الترغيب وتجريد العناية فيهما وجهين . وقال ابن عقيل : لا مغفلا . قال بعض مشايخنا : الذي يظهر : الجزم به . وهو كما قال . والذي يظهر : أنه مراد الأصحاب . وأنه يخرج من كلامهم . وقال القاضي في موضع : لا بليدا . قلت : وهو الصواب . وقال القاضي أيضا : لا نافيا للقياس . [ ص: 181 ] وجعله ظاهر كلام الإمام أحمد رحمه الله . وقال الشيخ تقي الدين رحمه الله : الولاية لها ركنان : القوة ، والأمانة . فالقوة في الحكم : ترجع إلى العلم بالعدل ، وتنفيذ الحكم . والأمانة : ترجع إلى خشية الله عز وجل . قال : وهذه الشروط تعتبر حسب الإمكان . ويجب تولية الأمثل فالأمثل . قال : وعلى هذا يدل كلام الإمام أحمد رحمه الله وغيره . فيولي للعدم : أنفع الفاسقين . وأقلهما شرا ، وأعدل المقلدين وأعرفهما بالتقليد . قال في الفروع : وهو كما قال . فإن المروذي نقل فيمن قال : لا أستطيع الحكم بالعدل : يصير الحكم إلى أعدل منه . قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : قال بعض العلماء : إذا لم يوجد إلا فاسق ، عالم ، أو جاهل دين : قدم ما الحاجة إليه أكثر إذن . انتهى .

تنبيه : لا يشترط غير ما تقدم . ولا كراهة فيه . فالشاب المتصف بالصفات المعتبرة كغيره . لكن الأسن أولى مع التساوي . ويرجح أيضا بحسن الخلق وغير ذلك . ومن كان أكمل في الصفات . ويولى المولى مع أهليته .

التالي السابق


الخدمات العلمية