الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ولا تجب ) ( الكفارة باليمين به ، سواء أضافه إلى الله . مثل قوله ) ( ومعلوم الله ) ( وخلقه ) و ( رزقه ) و ( بيته ) ( أو لم يضفه ) . ( مثل : والكعبة وأبي ) . اعلم أن الصحيح من المذهب : أن الكفارة لا تجب بالحلف بغير الله تعالى إذا كانت بغير رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعليه جماهير الأصحاب . وقطع به كثير منهم . وقدمه في الفروع وغيره . وقيل : الحلف بخلق الله ورزقه يمين . فنية مخلوقه ومرزوقه كمقدوره . على ما تقدم . والتزم ابن عقيل أن ( معلوم الله ) يمين لدخول صفاته . وأما الحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم : فقدم المصنف هنا : عدم وجوب الكفارة . وهو اختياره . واختاره أيضا الشارح ، وابن منجا في شرحه ، والشيخ تقي الدين رحمه الله . وجزم به في الوجيز . وقال أصحابنا : تجب الكفارة بالحلف برسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة . وهو المذهب . وعليه جماهير الأصحاب . قال في الفروع : اختاره الأكثر ، وقدمه . وروي عن الإمام أحمد رحمه الله مثله . [ ص: 15 ] وهو من مفردات المذهب . وحمل المصنف ما روي عن الإمام أحمد رحمه الله على الاستحباب . تنبيه :

ظاهر قوله ( خاصة ) أن الحلف بغيره من الأنبياء : لا تجب به الكفارة وهو صحيح . وهو المذهب . وعليه الأصحاب . والتزم ابن عقيل وجوب الكفارة بكل نبي . قلت : وهو قوي في الإلحاق

التالي السابق


الخدمات العلمية