الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن تنازعا صبيا في أيديهما . فكذلك ) . يعني : صبيا دون التميز فيتحالفان . وهو بينهما رقيق . جزم به في المغني ، والشرح ، وشرح ابن منجا ، والوجيز ، والهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة . قوله ( وإن كان مميزا ، فقال : إني حر ، فهو حر إلا أن تقوم بينة برقه ) . وهذا هو المذهب قال ابن منجا في شرحه : هذا المذهب . وجزم به في الوجيز . وقدمه في المغني ، والشرح ، ونصراه . وقدمه في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة . ويحتمل أن يكون كالطفل . وهو لأبي الخطاب في الهداية . قوله ( فإن كان لأحدهما بينة : حكم له بها ) بلا نزاع . ( وإن كان لكل واحد بينة : قدم أسبقهما تاريخا ) . مثل أن تشهد إحداهما : أنها له منذ سنة ، وتشهد الأخرى : أنها للآخر منذ سنتين . فتقدم أسبقهما تاريخا . [ ص: 385 ] وهذه رواية عن الإمام أحمد رحمه الله . نصرها القاضي ، وأصحابه . وقال : هذا قياس المذهب . وقطع به في الوسيلة ، إذا كانت العين بيد ثالث . جزم به في الوجيز . وقدمه في الشرح . وظاهر كلام الخرقي التسوية بينهما . وهو المذهب . وإليه ميل المصنف ، والشارح . وقدمه في المحرر ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع . قلت : وجزم به في الوجيز أيضا . فقال أولا : وإن كان لكل واحد بينة : قدم أسبقهما تاريخا . وقال ثانيا : فإن شهدت بينة أحدهما بالملك له منذ سنة . وبينة الآخر بالملك له منذ شهر : فهما سواء . ولا يظهر الفرق بين المسألتين . والذي يظهر : أنه تابع المصنف في المسألة الأولى . وتابع المحرر في الثانية . فحصل الخلل والتناقض بسبب ذلك . لأن المصنف لم يذكر الثانية . لأنها عين الأولى . وصاحب المحرر لم يذكر الأولى . لأنها عين الثانية . وصاحب الوجيز جمع بينهما . وحصل له نظير ذلك في " كتاب الصيد " و " باب الذكاة " فيما إذا رماه فوقع في ماء ، أو ذبحه ثم غرق في ماء . كما تقدم التنبيه على ذلك هناك .

التالي السابق


الخدمات العلمية