الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر ما يوجب الوضوء مما علمته مأخوذا من ظاهر الكتاب

                                                                                                                                                                              قال الله عز وجل: ( أو جاء أحد منكم من الغائط ) .

                                                                                                                                                                              وأجمع أهل العلم على أن خروج الغائط من الدبر حدث ينقض الوضوء.

                                                                                                                                                                              أخبرني علي بن عبد العزيز قال: نا الأثرم عن أبي عبيدة: ( أو جاء أحد منكم من الغائط ) : كناية عن حاجة ذي البطن، والغائط: الفيح من الأرض المتصوب، وهو أعظم من الوادي.

                                                                                                                                                                              وقال أبو عبيد: أصل الغائط المكان المطمئن من الأرض إلا أن العرب إذا طالت صحبة الشيء للشيء؛ سمته باسمه، من ذلك تسميتهم مسح الوجه واليدين تيمما، وإنما التيمم في كلام [ العرب ]: التعمد للشيء، قال الله - جل ذكره - : ( فتيمموا صعيدا طيبا ) يعني تعمدوا [ ص: 227 ] الصعيد، ألا تراه قال بعد ذلك: ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ) فكثر في هذا الكلام حتى صار عند الناس التيمم هو التمسح نفسه، وكذلك الغائط لما كثر قولهم: ذهبت إلى الغائط، وذهب فلان إلى الغائط، وجاء من الغائط ، سموا رجيع الإنسان الغائط.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية