الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر النهي عن البول في المغتسل

                                                                                                                                                                              266 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، أخبرني الأشعث، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبولن أحدكم في مستحمه، ثم يتوضأ، فإن عامة الوسواس منه" .

                                                                                                                                                                              267 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا أبو نعيم، نا أبو عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن [ الحميري ] ، قال: لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبول الرجل في مغتسله.

                                                                                                                                                                              [ ص: 450 ] وروينا عن عمران بن حصين، أنه قال: من بال في مغتسله لم يتطهر. وروي عن علي أنه نهى عن ذلك.

                                                                                                                                                                              268 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن عمران بن حصين، أنه قال: "من بال في مغتسله لم يتطهر" .

                                                                                                                                                                              269 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن التيمي، عن ليث، عن عطاء، عن عائشة، قالت: "ما طهر الله رجلا يبول في مغتسله" . قال ليث: قال عطاء: إذا كان له مخرج، فلا بأس به.

                                                                                                                                                                              270 - حدثنا علي بن الحسن، نا عبد الله، عن سفيان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس، قال: قلت: لم يكره البول في المغتسل؟ قال: "يأخذ منه اللمم" .

                                                                                                                                                                              271 - وحدثت عن إسحاق، أنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن ميسرة، وأصحاب علي، عن علي، أنه كان ينهى أن يبول الرجل في مغتسله.

                                                                                                                                                                              وفرق عطاء بين المغتسل المشيد، وبين ما ليس بمشيد منه مثل البطحاء، فقال: أما المشيد فلا يستقر فيه شيء، ولا أبالي أن أبول فيه، [ ص: 451 ] وهو زعم يبول فيه، وكره أن يبول فيما كان في بطحاء منه.

                                                                                                                                                                              وقال الثوري: يبال فيه إذا كان يجري، وكان إسحاق بن راهويه يكره البول فيه وإن كان يجري، للحديث.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: والذي قاله عطاء، حسن.

                                                                                                                                                                              وقد دفع حديث ابن مغفل بعض أصحابنا، وقال: لم يروه [ غير ] أشعث الحداني، عن الحسن، [ ووقفه ] سائر من رواه، وحديث [ ص: 452 ] داود الأودي، حديث منكر، ولا يدرى محفوظ هو أم لا.

                                                                                                                                                                              الرخصة في البول في الآنية

                                                                                                                                                                              ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بال في طست، وقد روينا عنه أنه كان له قدح من عيدان يبول فيه بالليل، يوضع تحت سريره.

                                                                                                                                                                              [ ص: 453 ] وروينا عنه أنه كانت له فخارة يبول فيها.

                                                                                                                                                                              272 - حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا نصر بن علي، نا أزهر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: تزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي، ولقد دعا بطست، فبال فيها، وإنه لعلى صدري، فانخنث فمات، وما أشعر به، وما أوصى.

                                                                                                                                                                              وقد ذكرنا أسانيد سائر الأخبار في غير هذا الموضع.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية