الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الوضوء من القيء

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الوضوء من القيء، فأوجبت طائفة منه الوضوء، فممن روينا عنه أنه رأى الوضوء، علي بن أبي طالب، وأبو هريرة، وكان ابن عمر يأمر بالوضوء منه، وروينا عن ابن عباس أنه قال: الحدث حدثان حدث من فيك، وحدث من أسفل منك، وعن ابن عباس أنه قال: الإفطار [ مما ] دخل وليس مما خرج، والوضوء مما خرج، وليس مما دخل.

                                                                                                                                                                              [ ص: 291 ]

                                                                                                                                                                              77 - حدثنا علي بن الحسن، نا عبد الله، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، أنه قال: من وجد رزا في بطنه، أو رعافا، أو قيئا، فلينصرف وليتوضأ، فإن تكلم استقبل، وإن لم يتكلم بنى على ما مضى من صلاته.

                                                                                                                                                                              78 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: إذا رعف الرجل، أو ذرعه القيء، أو وجد مذيا فإنه ينصرف فيتوضأ، ثم يرجع فيبني ما بقي على ما مضى إن لم يتكلم.

                                                                                                                                                                              79 - حدثنا محمد بن نصر، نا محمد بن يحيى، نا مسلم بن إبراهيم، نا همام، نا علي بن سفيان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: يعاد الوضوء من القيء، والرعاف.

                                                                                                                                                                              80 - حدثنا محمد، نا إسحاق، أنا علي الرازي، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: الحدث حدثان: حدث من فيك، وحدث من أسفل منك.

                                                                                                                                                                              81 - حدثنا يحيى بن يحيى، نا يزيد بن زريع، عن عكرمة، عن ابن [ ص: 292 ] عباس، أنه قال: الإفطار مما دخل وليس مما خرج، والوضوء مما خرج وليس مما دخل.

                                                                                                                                                                              وممن رأى منه الوضوء عطاء بن أبي رباح، والزهري، وبه قال الأوزاعي، وأحمد بن حنبل.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: إن تقيأ متعمدا [ أو غير متعمد ] أو قلس ملء فيه أعاد الوضوء، وإن كان القلس أقل من ملء فيه لم يعد الوضوء.

                                                                                                                                                                              واختلف أصحاب الرأي إذا تقيأ ملء فيه بلغما: فقال النعمان ومحمد: لا يعيد الوضوء، وقال يعقوب: البلغم كغيره من الطعام والشراب إذا كان ملء فيه، أعاد الوضوء.

                                                                                                                                                                              وكان مالك وأصحابه لا يرون في القيء وضوءا، وكذلك قال الشافعي وأبو ثور.

                                                                                                                                                                              وقال مالك: رأيت ربيعة يقلس ثم لا ينصرف حتى يصلي.

                                                                                                                                                                              [ ص: 293 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية