الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الوضوء في آنية الصفر والنحاس وغير ذلك

                                                                                                                                                                              ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اغتسل في مخضب، قيل من نحاس، وروي عنه أنه توضأ في مخضب من صفر.

                                                                                                                                                                              [ ص: 427 ]

                                                                                                                                                                              237 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا يحيى بن أبي بكير، نا زائدة بن قدامة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: دخلت على عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى، ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أصلى الناس؟" فقلنا: لا، وهم ينتظرونك [ يا رسول الله ] ، قال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا، فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق. وذكر الحديث.

                                                                                                                                                                              وفي غير هذا الحديث: فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس.

                                                                                                                                                                              238 - حدثنا محمد بن علي، نا سعيد، نا عبد العزيز بن محمد، أخبرني عبيد الله بن عمر، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن زينب بنت جحش، قالت: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم في مخضبي هذا، مخضب من صفر.

                                                                                                                                                                              وروينا عن علي أنه توضأ في طست، وقال: الحسن: رأيت عثمان [ ص: 428 ] يصب عليه من إبريق وهو يتوضأ، ورئي أنس يتوضأ في طست، وعن ابن سيرين قال: كان أبو بكر وعمر والخلفاء إذا أراد أحدهم أن يصلي توضأ، وإن كان بالمسجد دعا بالطست.

                                                                                                                                                                              239 - حدثنا محمد بن علي، نا سعيد، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن شعيب بن الحبحاب، عن الحسن، قال: "رأيت عثمان يصب عليه من إبريق وهو يتوضأ" .

                                                                                                                                                                              240 - حدثنا محمد بن إسماعيل، نا شريك، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، [ قال: ] "رأيت عليا يتوضأ من ركوة في طست" .

                                                                                                                                                                              241 - حدثنا إسماعيل، نا أبو بكر، نا وكيع، عن عثمان الشيباني، عن الأزرق بن قيس، [ قال: ] "رأيت أنسا يتوضأ من طست" .

                                                                                                                                                                              242 - ومن حديث حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد بن سيرين، [ ص: 429 ] قال: "كان أبو بكر وعمر والخلفاء إذا أراد أحدهم أن يصلي توضأ، وإن كان في المسجد، دعا بالطست" .

                                                                                                                                                                              وروينا عن غير واحد من التابعين، الرخصة في ذلك، وهو قول ابن المبارك، والثوري، والشافعي، وأبي عبيد، وأبي ثور، وغيرهم من أصحابنا، وقل من لقيته من أهل العلم يكره الوضوء من آنية الصفر، والنحاس، والرصاص وأشباه ذلك.

                                                                                                                                                                              وكذلك نقول: للأخبار التي رويناها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأشياء على الإباحة حتى تحرم بكتاب، أو سنة، أو إجماع، ولا نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كره الوضوء من الصفر، إلا ابن عمر، روي عنه أنه كان لا يتوضأ من الصفر، ويكره أن يتوضأ في النحاس، والشيء إذا كان مباحا لم يحرم بوقوف ابن عمر عنه.

                                                                                                                                                                              243 - حدثنا علي بن الحسن، نا عبيد الله بن موسى، أنا ابن جريج، عن نافع، أن ابن عمر، كان يكره أن يتوضأ في النحاس.

                                                                                                                                                                              244 - حدثنا إسماعيل، نا أبو بكر، نا ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان لا يشرب في قدح من صفر، ولا يتوضأ فيه.

                                                                                                                                                                              [ ص: 430 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية