الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 167 ] المطلب الخامس: أن يقول: وقفت على أولادي، وأولاد أولادي.أو يقول: هذا وقف على الأولاد وأولادهم.

        اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

        القول الأول: دخول أولاد البنات.

        وهو مذهب الحنفية، والشافعية.

        القول الثاني: عدم دخول أولاد البنات.

        وهو قول المالكية، والحنابلة.

        الأدلة:

        أدلة القول الأول: (دخول أولاد البنات) 1 - ما تقدم من الأدلة على دخول أولاد البنات في لفظ الأولاد، فمن باب أولى إذا قال: هذا وقف على أولادي وأولاد أولادي، أو هذا وقف على أولادي وأولادهم.

        2 - أن قوله: هذا وقف على أولادي وأولادهم يدخل فيه البنات في [ ص: 168 ] الكلمة الأولى، فإذا أضاف كلمة وأولادهم، أو وأولاد أولادي كان المعنى وأولاد أولادي من الأولاد والبنات.

        دليل القول الثاني: (عدم دخول أولاد البنات) :

        1 - ما تقدم من الأدلة على دخول البنات في لفظ الأولاد، فمن باب أولى إذا قال: هذا وقف على أولادي وأولاد أولادي، أو هذا وقف على أولادي وأولادهم.

        2 - أن الولد لا يقع إلا على الذكر دون الأنثى في اعتقاد أكثر الناس وعرفهم، فيخص عموم لفظ المحبس، ويحمل على أنه أراد ولد ولده الذكور دون الإناث.

        الترجيح:

        الراجح - والله أعلم - الرجوع إلى عادات الناس وأعرافهم، وقرائن الأحوال، فإن لم يكن يتوجه دخول أولاد البنات.

        ***

        التالي السابق


        الخدمات العلمية