الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 211 ] المبحث الحادي عشر: إذا قال: هذا وقف على قومي، أو رحمي

        وفيه مطلبان:

        المطلب الأول: إذا قال: هذا وقف على قومي

        وفيه مسألتان:

        المسألة الأولى: تعريف القوم لغة:

        القوم: الجماعة من الرجال والنساء جميعا، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويقوي ذلك قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن أي: رجال من رجال ولا نساء من نساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء، وكذلك قول زهير:


        وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء

        [ ص: 212 ] وقوم كل رجل شيعته وعشيرته، وروي عن أبي العباس النفر والقوم والرهط هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء.

        قال ابن الأثير: «القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به وسموا بذلك; لأنهم قوامون على النساء بالأمور التي ليس للنساء أن يقمن بها.

        قال الجوهري: «القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال : وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع; لأن قوم كل نبي رجال ونساء والقوم يذكر ويؤنث; لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: وكذب به قومك فذكر، وقال تعالى: كذبت قوم نوح فأنث، قال: فإن صرت لم تدخل فيها الهاء، وقلت: قويم ورهيط ونفير، وإنما يلحق التأنيث فعله ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم ; لأن التأنيث لازم له، وأما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأنث فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أنثت» ، وقال ابن سيده: وقوله تعالى: كذبت قوم نوح المرسلين إنما أنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين: وإن كانوا كذبوا نوحا وحده; لأن من كذب رسولا واحدا من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية