الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        وفي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم: «وسئل أيضا عن رجل وقف على المستضعفين من ذريته، والمجدول له ابن هو الآن غني، وولدان، وأولاد بنت يريد أن ينزلوا منزلته.

        فأجاب: الكلام في المسألة في مقامات: فأما «المقام الأول» : فإنه [ ص: 195 ] لا ريب في صحة مثل هذا الوقف، وكلام العلماء في ذلك معروف، وقد استدل عليه بوقف الزبير رضي الله عنه حيث جعل للمردودة السكنى» .

        وأما «المقام الثاني» : فإنه يدخل في هذا الوقف المستضعف في أولاد بنيه وإن نزلوا بلا نزاع، كما في «الإنصاف» ، وأما «أولاد البنات» فالمذهب أنهم لا يدخلون، وعن الإمام أحمد رواية أنهم يدخلون.

        قال في «الإنصاف» : ونقل عنه في الوصية يدخلون، وذهب إليه بعض أصحابنا، وهذا مثله، قلت: بل هي هنا رواية منصوصة من رواية حرب، قال في «القواعد» : ومال إليه صاحب المغني، وهي طريقة ابن أبي موسى والشيرازي.

        قال الشارح: القول بأنهم يدخلون أصح وأقوى دليلا.

        وأما «المقام الثالث» : فإن استحقاقهم يكون على الترتيب بطنا بعد بطن، هذا هو الذي يدل عليه كلام الأصحاب; فإنهم صرحوا بذلك فيما إذا وقف على أولاده، قال ابن ذهلان: وإذا قال: هذا وقف على الضعيف من أولادي أو أولاد زيد فللبطن الأعلى فالأعلى، والذكر كالأنثى، أي: كل ضعيف منهم» .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية