الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        المسألة الثانية: دخول زوجة الرجل في أهل بيته إذا وقف على أهل بيته:

        اختلف العلماء - رحمهم الله - على قولين:

        القول الأول: دخول الزوجة في أهل البيت.

        وهو الصحيح عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة.

        القول الثاني: عدم دخول الزوجة في أهل البيت.

        وبه قال الحنفية، والمالكية، وقول للشافعية، وهو المذهب عند الحنابلة.

        الأدلة:

        أدلة القول الأول:

        1 - قول الله عز وجل: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وجه الدلالة: أن المراد بأهل البيت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

        2 - قوله تعالى: رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد وجه الدلالة: فالمراد بأهل البيت: إبراهيم وزوجته سارة.

        [ ص: 256 ] قال القرطبي: «وهذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت» .

        (227) 3 - ما رواه البخاري ومسلم من طريق عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «...يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا» .

        (228) 4 - ما رواه مسلم من طريق حصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، عن زيد بن أرقم به أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أذكركم الله في أهل بيتي» .

        قال ابن حزم في الإحكام بعد أن ذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «أذكركم الله في أهل بيتي» ، وفسره زيد بن أرقم أنهم بنو هاشم.

        أدلة القول الثاني:

        (229) ما رواه الإمام أحمد: حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على علي وحسن وحسين وفاطمة كساء، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» .

        فقالت أم سلمة فقلت: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: «إنك إلى خير»
        .

        ونوقش: بأنه ضعيف. [ ص: 257 ] والأقرب: هو القول الأول; لقوة دليله، وضعف دليل القول الثاني بمناقشته.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية