الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        قال ابن الأثير: واختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين لا تحل الصدقة لهم فالأكثر على أنهم أهل بيته، قال الشافعي: دل هذا الحديث أن آل محمد: هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعوضوا منها الخمس، وقيل: آله أصحابه ومن آمن به، وهو في اللغة يقع على الجميع، وآل الرجل أيضا أتباعه، ومنه قوله: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قال أبو عدنان: قال لي من لا أحصي من أعراب قيس وتميم: إيلة الرجل: بنو عمه الأدنون، وقال بعضهم: من أطاف بالرجل وحل معه من قرابته وعترته فهو إيلته، وقال المحلي: وهو من إيلتنا، أي: من عترتنا، ابن بزرج: إلة الرجل الذين يئل إليهم، وهم أهله دنيا وهؤلاء إلتك، وهم إلتي الذين، وألت إليهم، قالوا: رددته إلى إلته: أي: إلى أصله، وأنشد:


        ولم يكن في إلتي عوالا

        يريد: أهل بيته، قال: وهذا من نوادره، قال أبو منصور: أما إلة الرجل: فهم أهل بيته الذين يئل إليهم، أي: يلجأ إليهم، والآل: الشخص، وهو معنى قول أبي ذؤيب:


        يمانية أحيا لها مظ مائد     وآل قراس صوب أرمية كحل

        يعني: ما حول هذا الموضع من النبات، وقد يجوز أن يكون الآل الذي هو الأهل» .

        [ ص: 252 ] وجاء في تاج العروس: «وخص أيضا بالإضافة إلى أعلام الناطقين دون الكرات والأمكنة والأزمنة، فيقال: آل فلان ولا يقال: آل رجل ولا آل زمان كذا ولا آل موضع كذا كما يقال: أهل بلد كذا وموضع كذا، وأصله أهل أبدلت الهاء همزة، فصارت: أأل، توالت همزتان فأبدلت الثانية ألفا فصار: آل» .

        وقال الشيخ تقي الدين: «آله: أهل بيته، وقال: هو نص أحمد، واختيار الشريف أبي جعفر وغيرهم، فمنهم بنو هاشم، وفي بني المطلب رواية الزكاة، قال في الفائق: آله أهل بيته في المذهب اختاره أبو حفص، وهل أزواجه من آله؟ على روايتين. انتهى.

        قال الشيخ تقي الدين: والمختار، دخول أزواجه في أهل بيته» .

        تعريف الأهل في اللغة: «قال ابن سيده: أهل الرجل عشيرته وذوو قرباه، والجمع أهلون وآهال وأهال وأهلات وأهلات» .

        وجاء في المصباح المنير: «ويطلق الأهل: على الزوجة، والأهل: أهل البيت، والأصل فيه القرابة، وقد أطلق على الأتباع، وأهل البلد: من استوطنه» النسباء: هم الأقارب، وهم من ينتسبون بالرحم.

        ***

        التالي السابق


        الخدمات العلمية