الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        المبحث السابع عشر: مصرف الوقف إذا كان على الأيتام، أو الأيامى، أو العزاب، أو الأرامل، أو الثيب والأبكار.

        وفيه مطلبان:

        المطلب الأول: تعريف مفردات العنوان لغة

        أولا: اليتيم:

        جاء في المصباح المنير: «يتم ييتم من بابي: تعب وقرب، يتما بضم الياء وفتحها، لكن اليتم في الناس من قبل الأب، فيقال: صغير يتيم، والجمع أيتام ويتامى، وصغيره يتيمة، وجمعها يتامى، وفي غير الناس من قبل الأم، وأيتمت المرأة إيتاما فهي موتم: صار أولادها يتامى، فإن مات الأبوان فالصغير لطيم، وإن ماتت أمه فقط فهو عجي، ودرة يتيمة، أي: لا نظير لها، ومن هنا أطلق اليتيم على كل فرد يعز نظيره.

        وفي لسان العرب: «اليتم: الانفراد عن يعقوب، واليتيم: الفرد، واليتم: فقدان الأب، وقال ابن السكيت: اليتم في الناس من قبل [ ص: 275 ] الأب، وفي البهائم من قبل الأم، ولا يقال لمن فقد الأم من الناس يتيم، ويقال: يتم ويتم وأيتمه الله، وهو يتيم حتى يبلغ الحلم، الليث: اليتيم: الذي مات أبوه فهو يتيم حتى يبلغ، فإذا بلغ زال عنه اسم اليتم، والجمع أيتام ويتامى ويتمة» .

        ثانيا: الأيامى:

        جاء في المصباح المنير: «الأيم: العزب رجلا كان أو امرأة، قال الغاني: وسواء تزوج من قبل أو لم يتزوج، فيقال: رجل أيم وامرأة أيم، قال الشاعر:


        فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوان سعد ليس فيهن أيم

        وقال ابن السكيت أيضا: فلانة أيم إذا لم يكن لها زوج بكرا كانت أو ثيبا، ويقال أيضا: أيمة للأنثى، وآم يئيم مثل سار يسير، والأيمة اسم منه، وتأيم: مكث زمانا لا يتزوج.

        وفي لسان العرب: «الأيامى: الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء، وأصله أيايم فقلبت; لأن الواحد رجل أيم سواء كان تزوج قبل أو لم يتزوج، ابن سيده: الأيم من النساء التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا ومن الرجال: الذي لا امرأة له، وجمع الأيم من النساء أيايم وأيامى.

        ثالثا: العزاب:

        جاء في المصباح المنير: «عزب الشيء عزوبا من باب قعد: بعد، وعزب من بابي قتل، وضرب غاب وخفي فهو عازب، وبه سمي، فقولهم عزبت النية، أي: غاب عنه ذكرها» .

        [ ص: 276 ] وجاء في لسان العرب: «رجل عزب ومعزابة: لا أهل له، ونظيره مطرابة ومطواعة ومجذامة ومقدامة، وامرأة عزبة وعزب: لا زوج لها، قال الشاعر في صفة امرأة:


        إذا العزب الهوجاء بالعطر نافحت     بدت شمس دجن طلة ما تعطر

        وقال الراجز:


        يا من يدل عزبا على عزب     على ابنة الحمارس الشيخ الأزب

        قوله: الشيخ الأزب: أي: الكريه الذي لا يدنى من حرمته، ورجلان عزبان، والجمع أعزاب، والعزاب: الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء» .

        رابعا: الأرامل جاء في المصباح المنير: «وأرمل الرجل بالألف: إذا نفد زاده وافتقر فهو مرمل، وجاء أرمل على غير قياس، والجمع الأرامل، وأرملت المرأة فهي أرملة للتي لا زوج لها لافتقارها إلى من ينفق عليها، قال الأزهري: لا يقال لها أرملة إلا إذا كانت فقيرة، فإن كانت موسرة فليست بأرملة، والجمع أرامل; حتى قيل: رجل أرمل إذا لم يكن له زوج، قال ابن الأنباري: وهو قليل; لأنه لا يذهب زاده بفقد امرأته لأنها لم تكن قيمة عليه، قال ابن السكيت: والأرامل: المساكين رجالا كانوا أو نساء» .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية