الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 67 ) وإذا حرف جواب وجزاء. وهل هذان المعنيان لازمان لها، أو تكون جوابا فقط ؟ قولان، الأول قول الشلوبين تبعا لظاهر قول سيبويه. والثاني: قول الفارسي، فإذا قال القائل: "أزورك غدا"، فقلت: "إذن أكرمك"، فهي عنده جواب وجزاء، وإذا قلت: "إذا أظنك صادقا"، كانت حرف جواب فقط، وكأنه أخذ هذا من قرينة الحال، وقد تقدم أنها من النواصب للمضارع بشروط ذكرت. وقال أبو البقاء: و "إذن" جواب ملغاة. فظاهر هذه العبارة موافق لقول الفارسي، وفيه نظر؛ لأن الفارسي لا يقول في مثل هذه الآية إنها جواب فقط، وكونها جوابا يحتاج إلى شيء مقدر. قال الزمخشري: و "إذن" جواب لسؤال مقدر، كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيت أيضا، فقيل: لو تثبتوا لاتيناهم؛ لأن "إذن" جواب وجزاء. و "من لدنا" فيه وجهان، أظهرهما: أنه متعلق بـ " آتيناهم " . والثاني: أنه متعلق بمحذوف؛ لأنه حال من "أجرا"؛ لأنه في الأصل صفة نكرة قدمت عليها، و "أجرا" مفعول ثان لـ " آتيناهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية