الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 113 ) وقرأ الجمهور: " ونعلم " و "نكون" بنون المتكلم مبنيا للفاعل، وقرأ ابن جبير - فيما نقله عنه ابن عطية - "وتعلم" بضم التاء على أنه مبني للمفعول، والضمير عائد على القلوب؛ أي: وتعلم قلوبنا، ونقل عنه: "ونعلم" بالنون مبنيا للمفعول، وقرئ: "يعلم" بالياء مبنيا [ ص: 508 ] للمفعول، والقائم مقام الفاعل: "أن قد صدقتنا"؛ أي: ويعلم صدقك لنا، ولا يجوز أن يكون الفعل في هذه القراءة مسندا لضمير القلوب؛ لأنه جار مجرى المؤنث المجازي، ولا يجوز تذكير فعل ضميره. وقرأ الأعمش: و "تعلم" بتاء والفعل مبني للفاعل، وهو ضمير القلوب، ولا يجوز أن تكون التاء للخطاب لفساد المعنى، وروي: "وتعلم" بكسر حرف المضارعة، والمعنى على ما تقدم. وقرئ: و "تكون" بالتاء والضمير للقلوب.

                                                                                                                                                                                                                                      و "أن" في "أن قد صدقتنا" مخففة واسمها محذوف، و "قد" فاصلة لأن الجملة الواقعة خبرا لها فعلية متصرفة غير دعاء، وقد عرفت ذلك مما تقدم في قوله: "أن لا تكون فتنة"، و "أن" وما بعدها سادة مسد المفعولين أو مسد الأول فقط والثاني محذوف. و "عليها" متعلق بمحذوف يدل عليه "الشاهدين"، ولا يتعلق بما بعده؛ لأن "أل" لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند الجمهور، ومن يجيز ذلك يقول: "هو متعلق بالشاهدين، قدم للفواصل". وأجاز الزمخشري أن تكون "عليها" حالا، فإنه قال: "أو نكون من الشاهدين لله بالوحدانية ولك بالنبوة عاكفين عليها، على أن "عليها" في موضع الحال". قلت: قوله: "عاكفين" تفسير معنى؛ لأنه لا يضمر في هذه الأماكن إلا الأكوان المطلقة، وبهذا الذي قلته لا يرد عليه ما قاله الشيخ، فإنه غاب عليه ذلك، وجعله متناقضا من حيث إنه لما علقه بـ "عاكفين" كان غير حال؛ لأنه إذا كان حالا تعلق بكون مطلق، ولا أدري ما معنى التناقض، وكيف يتحمل عليه إلى هذا الحد ؟ [ ص: 509 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية