الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 4 ) قوله تعالى: وما تأتيهم من آية "من آية" فاعل زيدت [ ص: 534 ] فيه "من" لوجود الشرطين، فلا تعلق لها. و "من آيات" صفة لـ "آية"، فهي في محل جر على اللفظ أو رفع على الموضع. ومعنى "من" التبعيض.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إلا كانوا" هذه الجملة الكونية في محل نصب على الحال، وفي صاحبها وجهان، أحدهما: أنه الضمير في "تأتيهم". والثاني: أنه "من آية"، وذلك لتخصصها بالوصف. "وتأتيهم" يحتمل أن يكون ماضي المعنى لقوله: "كانوا"، ويحتمل أن يكون "كانوا" مستقبل المعنى لقوله: "تأتيهم". واعلم أن الفعل الماضي لا يقع بعد "إلا" إلا بأحد شرطين: إما وقوعه بعد فعل كهذه الآية الكريمة، أو يقترن بـ "قد" نحو: "ما زيد إلا قد قام". وهنا التفات من خطابه بقوله: "خلقكم" إلى آخره، إلى الغيبة بقوله: "وما تأتيهم".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية