الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 53 ) قوله تعالى: أم لهم نصيب : "أم" هذه منقطعة لفوات شرط الاتصال، وقد تقدم ذلك أول البقرة، فتتقدر بـ "بل"، والهمزة التي يراد بها الإنكار، وكذلك هي في قوله: أم يحسدون الناس وقوله: "فإذن" حرف جواب وجزاء ونونها أصلية، قال مكي: وحذاق النحويين على كتب نونها نونا، وأجاز الفراء أن تكتب ألفا. وما قاله الفراء هو قياس الخط؛ لأنه مبني على الوقف، والوقف على نونها بالألف، وهي حرف ينصب المضارع بشروط تقدمت، ولكن إذا وقعت بعد عاطف، فالأحسن الإهمال، وقد قرأ ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما هنا بأعمالها فحذفا النون من قوله: "لا يؤتون". وقال أبو البقاء: ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهو الفاء، ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء، وليس المبطل "لا"؛ لأن [ ص: 7 ] "لا" يتخطاها العامل، فظاهر هذه العبارة أولا أن المانع حرف العطف، وليس كذلك بل المانع التلاوة؛ ولذلك قال أخيرا: ويجوز في غير القرآن. وقد تقدم قراءة عبد الله وعبد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية