الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 13 ) قوله تعالى: وله ما سكن : جملة من مبتدأ وخبر، وفيها قولان، أظهرهما: أنها استئناف إخبار بذلك. والثاني: أنها في محل نصب نسقا على قوله: "لله"؛ أي: على الجملة المحكية بـ "قل"؛ أي: قل: هو لله، وقل: له ما سكن. و "ما" موصولة بمعنى الذي، ولا يجوز غير ذلك. و "سكن" قيل: معناه: ثبت واستقر، ولم يذكر الزمخشري غيره. وقيل: هو من سكن مقابل تحرك، فعلى الأول لا حذف في الآية الكريمة، قال الزمخشري : "وتعديه بـ "في" كما في قوله: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ". ورجح هذا التفسير ابن عطية . وعلى الثاني اختلفوا، فمنهم من قال: لا بد من محذوف لفهم المعنى، وقدر ذلك المحذوف معطوفا، فقال: تقديره: وله ما سكن وما تحرك، كقوله في موضع آخر: "تقيكم الحر"؛ أي: والبرد، وحذف المعطوف فاش في كلامهم، وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      1872 - كأن الحصى من خلفها وأمامها إذا نجلته رجلها خذف أعسرا




                                                                                                                                                                                                                                      1873 - فما كان بين الخير لو جاء سالما     أبو حجر إلا ليال قلائل [ ص: 554 ]



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: رجلها ويدها، وبين الخير وبيني. ومنهم من قال: لا حذف؛ لأن كل متحرك قد يسكن. وقيل: لأن المتحرك أقل والساكن أكثر، فلذلك أوثر بالذكر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية