الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 30 ) قوله تعالى: على ربهم فيه وجهان، أحدهما: أنه من باب الحذف، تقديره: على سؤال ربهم، أو ملك ربهم، أو جزاء ربهم. والثاني: أنه من باب المجاز؛ لأنه كناية عن الحبس للتوبيخ، كما يوقف العبد بين يدي سيده ليعاتبه، ذكر ذلك الزمخشري ، ورجح المجاز على الحذف؛ لأنه بدأ بالمجاز، ثم قال: "وقيل: [ وقفوا ] على جزاء ربهم". وللناس خلاف في ترجيح أحدهما على الآخر. وجملة القول فيه أن فيه ثلاثة مذاهب، أشهرها: ترجيح المجاز على الإضمار، والثاني عكسه، والثالث: هما سواء.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "قال أليس" في هذه الجملة وجهان، أحدهما: أنها استفهامية؛ أي: جواب سؤال مقدر، قال الزمخشري : "قال" مردود على قول قائل قال: ماذا قال لهم ربهم إذا وقفوا عليه ؟ فقيل: قال لهم: أليس هذا بالحق". والثاني: أن تكون الجملة حالية، وصاحب الحال "ربهم"، كأنه قيل: وقفوا عليه قائلا: أليس هذا بالحق. والمشار إليه قيل: هو ما كانوا يكذبون به من البعث. وقيل: هو العذاب يدل عليه "فذوقوا العذاب". [ ص: 595 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "بما كنتم" يجوز أن تكون "ما" موصولة اسمية، والتقدير: تكفرونه، والأصل: تكفرون به، فاتصل الضمير بالفعل بعد حذف الواسطة، ولا جائز أن يحذف وهو مجرور بحاله، وإن كان مجرورا بحرف جر بمثله الموصول لاختلاف المتعلق، وقد تقدم إيضاحه غير مرة. والأولى أن تجعل "ما" مصدرية، ويكون متعلق الكفر محذوفا، والتقدير: بما كنتم تكفرون بالعبث أو بالعذاب؛ أي: بملاقاته؛ أي: بكفركم بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية