الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. ( 160 ) قوله تعالى: فبظلم هذا الجار متعلق بـ "حرمنا" والباء سببية، وإنما قدم على عامله تنبيها على قبح سبب التحريم، وقد تقدم أن قوله: "فبظلم" بدل من قوله: "فبما نقضهم ميثاقهم"، وتقدم الرد على قائله أيضا، فأغنى عن إعادته. و "من الذين" صفة لـ "ظلم"؛ أي: ظلم صادر من الذين هادوا. وقيل: ثم صفة للظلم محذوفة للعلم بها؛ أي: فبظلم أي ظلم، أو فبظلم عظيم، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      1673 - فلا وأبي الطير المربة بالضحى على خالد لقد وقعت على لحم



                                                                                                                                                                                                                                      أي: لحم عظيم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أحلت لهم" هذه الجملة صفة لـ "طيبات" فمحلها نصب، ومعنى وصفها بذلك؛ أي: بما كانت عليه من الحل، ويوضحه قراءة ابن عباس: "كانت أحلت لهم". قوله: "كثيرا" فيه ثلاثة أوجه، أظهرها: أنه مفعول به؛ أي: بصدهم ناسا، أو فريقا، أو جمعا كثيرا. وقيل: نصبه على المصدرية؛ أي: صدا كثيرا. وقيل: على ظرفيه الزمان؛ أي: زمانا كثيرا، والأول أولى؛ لأن المصادر بعدها ناصبة لمفاعيلها، فيجري الباب على سنن واحد، وإنما أعيدت الباء في قوله: "وبصدهم"، ولم تعد في قوله: "وأخذهم" وما بعده؛ لأنه قد فصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما ليس معمولا [ ص: 152 ] للمعطوف عليه، بل بالعامل فيه، وهو "حرمنا" وما تعلق به، فلما بعد المعطوف من المعطوف عليه بالفصل بما ليس معمولا للمعطوف عليه أعيدت الباء لذلك، وأما ما بعده فلم يفصل فيه إلا بما هو معمول للمعطوف عليه وهو "الربا".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية